الغيبة والمغتابون
تتملك الإنسان عدة شهوات أحدها شهوة الكلام يظهر فيها معرفته بخبايا الأمور وقدرته على التحليل والتعليل وهذا كثيرا ما يجره إلى إحدى الجرائم الخلقية التي تفسد دينه ودنياه وتحرمه من ثمرات أعماله الصالحة بل هي دليل على أن هذه الأعمال الصالحة لم تترك آثارها الطيبة على قلبه ولسانه. و نعمة اللسان والبيان إحدى النعم التي امتن الله تعالى بها على الخلق، و يمكن أن ترفع الإنسان مكانا عليا حين يستخدمها لذكر الله تعالى والتذكير بقدرته وعظمته ونعمه، ويمكن أن تستخدم في دلالة الناس على الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر على اتساع مفهوم الخير والمعروف والمنكر، ويمكن أن يستخدم كأداة لمداواة آلام الناس الجسدية والروحية وتحفيزهم على الانتقال من حالة الكسل واليأس إلى الجدية والعمل، أداة كهذه أودعها الله سبحانه أمانة عند الإنسان إما أن يحسن استغلالها فتنفعه وترفعه عند الله وعند الناس، وإما أن يسيء استخدامها فتهلكه في الدنيا والآخرة. وعندما يلتقى الناس ويحلو السمر يمكن للسان أن يكون أداة لتجريح الآخرين والانتقاص منهم وإفراغ الأحقاد في عبارات تدل على النقد لبعض التصرفات وهي في الحقيقة تنفيس عما في النفس من آ…