ماذا ينجي العبد من النار؟
تتنوع اهتمامات البشر بين سياسية ورياضية ثقافية ومالية يستيقظ أحدهم ليطالع آخر الأخبار ويطلع على آخر التقارير، وقد كان للصحابة رضوان الله عليهم اهتمامات أيضا لكنها أعمق وأوسع وأشمل، كانت عنايتهم رضوان الله عليهم منصبة على النجاة والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة، فيسألون النبي صلى الله عليه وسلم ما النجاة، ويسألونه ماذا ينجي العبد من النار؟ وذلك لأن النار حقيقة واقعة، وهي دار الجزاء التي أعدها الله تعالى للمخطئين الذين انحرفوا عن صراط الله المستقيم كليا أو جزئيا، وفيها من ألوان العذاب المادي والمعنوي ما يرعب القلوب ويزلزل النفوس، لكن الصحابة يعلمون علم اليقين أن هناك وسائل للنجاة من هذا العذاب، لذلك سأل عنها أبو ذر رضي الله عنه. هذه الوسائل نقوم بها في الدنيا، ومعنى ذلك أن الإنسان لكي يعمر آخرته لابد أن يعمر دنياه أولا، وأن انشغال الإنسان بمستقبله الأخروي لا يعني أن يهمل دنياه، فلا يمكن للإنسان أن يكون له مكان في الجنة إلا إذا كان له مكان بين الصالحين وبين العاملين وبين من يعمرون الأرض وينفعون الناس. وأحد الأحاديث التي ترشدنا إلى مراكب النجاة من غضب الله تعالى وعذابه حديث أبي ذر حين …