الخصائص الفنية في القصص القرآني ومقاصد سورة يوسف (عليه السلام)

الخصائص الفنية في القصص القرآني ومقاصد سورة يوسف (عليه السلام)
تناولت القصّة القرآنية عدّة ظواهر فنيّة لها حساب معلوم في الدّراسة الفنيّة للقصّة الحرّة في عالم الفنون، نحصرها في هذا المقال بثلاثة أمور، وهي: أولاً: تنوع طريقة العرض: ففي قصص القرآن الكريم أربع طرق مختلفة للابتداء في عرض القصّة: مرّة يذكر ملخصاً للقصّة يسبقها، ثمّ يعرض التفصيل بعد ذلك، من بدئها إلى نهايتها، وذلك كطريقة قصّة أهل الكهف . وثانية تُذّكر بعاقبة القصّة ومغزاها، ثمّ تبدأ القصّة بعد ذلك من أوّلها وتسير بتفاصيل خطواتها، وذلك كقصّة موسى عليه السلام في سورة القصص، وقريب من هذا النحو قصّة يوسف عليه السلام. وثالثة تُذكر القصّة مباشرة بلا مقدّمة ولا تلخيص، ويكون في مفاجآتها الخاصّة ما يُغني، وذلك مثل ذلك قصّة مريم عند مولد عيسى عليه السلام، ومفاجآتها معروفة، وكذلك قصّة سليمان مع النّمل والهدهد وبلقيس. ورابعة: يجعل القصّة تمثيليّة فيذكر فقط من الألفاظ ما ينبّه في ابتداء العرض، ثمّ يدع القصّة تتحدّث عن نفسها بوساطة أبطالها، وذلك مثل قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾ [البقرة: 127] ؛ هذه إشارة البدء، أما ما يلي ذلك فمتروك لإبراهيم وإسماعيل…

إرسال تعليق