وظيفة البلاغ المبين للنبي صلّى الله عليه وسلم
يمكن إيجاز وظيفة النبي صلّى الله عليه وسلّم في أن الله جل جلاله إنما بعثه معلما كما قال صلّى الله عليه وسلّم: «إن الله لم يبعثني معنتا، ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما ميسرا» «1»[1] ، وجعل وظيفته الكاملة القيام ب ( البلاغ المبين ) كما قال عزّ وجل: فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ( المائدة : 92) وهذا الأسلوب يفيد حصر الوظيفة على البلاغ، وقصر المهمة على أن يكون البلاغ مبينا، وحصرت مهمته صلّى الله عليه وسلّم في ذلك ليعلم طبيعتها أهل المشرق والمغرب ممن اهتدى، أو اثر الردى … فقد بين الله جل جلاله لنبيه صلّى الله عليه وسلّم أن المعاندين إن «جادلوك بالأقاويل المزورة، والمغالطات فأسند أمرك إلى ما كلفت من الإيمان والتبليغ»[2] تحديد نطاق وظيفة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وإذا كان ما سبق هو إخبار للمخاطبين يبين مهمة الرسول صلّى الله عليه وسلّم ويحصرها؛ فقد أكّد هذا الحصر بخطاب الله تعالى للرسول صلّى الله عليه وسلّم ذاته مباشرة بما يبين له نطاق مهمته ووظيفته صلّى الله عليه وسلّم قوله: فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (النحل: 82) ، وعمم الأمر خطابا للرسول صلّى الله عليه …