مدرسة “الفنون الجميلة” المصرية .. 200 سنة مواهب
نشأت فكرة تأسيس مدرسة للفنون الجميلة منذ قرنين من الزمان حين غزت الحملة الفرنسية مصر بقيادة نابليون بونابرت، وكان وراء هذه الفكرة علماء الآثار المرافقون للحملة؛ لحاجتهم إلى فنيين قادرين على رسم الآثار المصرية ومحاكاتها بدقة وأمانة؛ ليتسنى لهم فك رموزها والوقوف على أسرارها، غير أن هذه الفكرة لم يكتب لها النجاح في ذلك الوقت بسبب فشل الحملة وعودتها إلى بلادها. ولم يهتم محمد علي باشا بإنشاء هذه المدرسة، على الرغم من اعتماده على الفرنسيين في إنشاء المدارس العليا، وإرساله البعثات إلى فرنسا للتخصص في ميادين العلم المختلفة في الطب والهندسة والرياضيات والعلوم الطبيعية والحربية وغيرها، ولم يكن من بينها بالطبع الفنون الجميلة، وهذا الأمر يعكس رأي القائمين على أمر هذه البعثات المعتمد أساسا على حرمة ممارسة فنون التصوير والنحت وعمل التماثيل، والاستعاضة عن ذلك بالزخارف النباتية والهندسية على الأثاث والنسيج والخزف والخشب، وكان الفن الإسلامي يعتمد على التجريد والرمز واستخدام الخط العربي وجمالياته، ولا يعتمد على التصوير المطابق لشكل الإنسان والحيوان. ومع انفتاح مصر على أوربا انتقلت إليها كثير من تأثيرات ا…