رمضان وشيطانه !

رمضان وشيطانه !
كونك منهمكًا بعملك أو لهوك مستغرقًا فيه لا تكاد تشعر بنفسك، فيصل عقرب الساعة إلى الموضوع الذي كنت عقدت عليه جرسها فينبهك إلى حلول الوقت الذي أنت في انتظاره، وحينئذ تخرج مما كنت فيه، وترى كأنك كنت نائمًا فاستيقظت. ذلك مثل شهر رمضان مع غيره من أشهر السنة: يكون الناس قبله كالقافلة التي تسري في جوف الليل لا تعرف من الوجود شيئًا غير أنها تسري، فيطل عليها القمر من وراء الجبل فيبدو لها كل أمر من أمورها كأنما هو جديد. فأهلاً بشهر رمضان نجدد به أنفسنا، وننتبه لها، بعد أن كنا في غفلة عنها. الناس في سكرة: فمنهم من يرجع إلى نفسه فيصحو في رمضان، وما يزال الصحو يتسع ويشيع في عوالم نفسه حتى يصير من أهل البصيرة. ومنهم من يزيده رمضان ارتكاسًا في سكرته، فلا يخرج منها إلا يوم يجتاز القنطرة التي يجتازها . كل ابن أنثى بين حياتين: إحداهما سريعة كالخيال، وأخرى دائمة دوام الأبد. رمضان شهر يذكرك بنفسك، فتخلو بها تحاسبها وتحاسبك، وكم خرج الموفقون من هذا الحساب إلى حياة جديدة يتعجبون كيف كانوا في غفلة عنها، وكيف كانت أوهام المجتمع تحجب عنهم جمالها. في رمضان نغير حياتنا، وهذا التغيير ضروري لتجديد الحياة، وتجديد الحياة …

إرسال تعليق