كيف أُرزَق الصبر ؟
كيف أُرزَق الصبر ؟ يذكرنا هذا السؤال بخلق من أخلاق الإسلام الفريدة، والمتأمّل لألفاظ القرآن الكريم يجد الجذر صَبَرَ ومشتقاته قد ورد ذكره في كتاب الله تعالى أكثر من مائة مرّة. والصّبر ما هو إلا الحبس والكف. وقد قسم الإمام الغزالي رحمه الله الصّبر إلى قسمين: أحدهما بدني؛ كتحمل المشاق والثبات عليها، والآخر نفسي، وهو الصّبر عن مشتهيات الطّبع، ومقتضيات الهوى. والصّبر علاوة على أنّه خلق إسلامي فهو خصيصة إنسانيّة؛ إذ الإنسان هو المخلوق المكلّف، وهو ضرورة للمؤمنين المتّقين، خصوصاً في هذا الزّمن الذي كثرت فيه المفاسد، وزيّنت الشّهوات، وقلّت المعينات على طاعة الله تعالى. وللصّبر منزلة رفيعة في الدّين، وكما للصّابرين أجر عظيم، يدل على ذلك قول الله تعالى: ( إنّ الله مع الصّابرين) (البقرة 153)، وقوله تعالى 🙁 والله يحبّ الصّابرين) ( آل عمران 146)، وقوله عزّ وجلّ: { و لنجزينّ الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} (النّحل 96)، وكقوله تعالى: { إنّما يوفى الصّابرون أجرهم بغير حساب} (الزّمر 10). ومما يعين على الصّبر، ويهون على النفس، ما يلي: 1- فلا بد أن يتيقّن المسلم أنّ هذه الدنيا زائلة، لا مقام فيها، …