نموذج البناء الأخلاقي
“ما الذي نراه الآن في مجتمعنا أيها السادة: في الشارع، في المدرسة، في الجامعة، في الأندية، في البيوت، وحتى في وسائل الإعلام؟ غابت الألفاظ الراقية والحوار الراقي والمعاملة الرقيقة ليحل محلها حوار متدن، وألفاظ سوقية، ومعاملات خشنة، كذب، نفاق، مناورات، خديعة، حتى في أكثر العلاقات خصوصية، رشوة.. فساد”.. هكذا عبر أحد المعلمين(1) عن جوهر الأزمة التي نعانيها.. إنها أزمة أخلاقية بالأساس؛ فعلى الرغم مما نراه من اتساع حالة التدين في المجتمع بوجه عام وما يصاحبها من مظاهر؛ فإننا على الوجه المقابل نرى هذه الحالة من تدني البناء الأخلاقي في علاقات التعامل فيما بين الناس بعضهم البعض والذي ينم عن حالة من تدني التقوى “الاجتماعية” في نفوس الناس. فكيف يكون نموذج البناء الأخلاقي؟ فإذا كان هذا هو التشخيص الذي نعرفه ونتقنه جميعا وتلوكه ألسنتنا في كل مجالسنا؛ فما هو العلاج الذي لا نكلف أنفسنا كثيرا بالبحث عنه وإعماله في أرض الواقع؟ في السطور التالية أستعرض بشكل موجز قصة تجربة حاولت العلاج في زمن سابق من القرن العشرين، ثم أعلق عليها بنظرات لأحد فلاسفة التربية لأصل به ما بدأت الكلام فيه. سويسريان وإسكندري التجربة ف…