خبرة العمل المصرفي بالحضارة الإسلامية

خبرة العمل المصرفي بالحضارة الإسلامية
العمل المصرفي بالحضارة الإسلامية عرف صورا عديدة في عهود قديمة لكن المؤرخين للصيرفة الحديثة يلحون على فكرة رئيسية وهي أن انبعاث الأعمال المصرفية قد نشأ مع ازدهار المدن الإيطالية، مثل البندقية وفلورنسا في القرن الثاني عشر، وبذلك يتبادر للذهن أن العمل المصرفي مرتبط بالغرب وأن المسلمين قد استلهموه منه، إلا أن كتب التاريخ[1] تدحض هذه الفكرة وتثبت مما لا يترك مجالا للشك أن المسلمين قد حققوا السبق في هذا المجال، ويمكن أن تؤخذ هذه الأشكال كدليل على إمكانية ائتلاف الأعمال المصرفية في العصر الحاضر مع المفاهيم الإسلامية، تماما كما ائتلفت مع هذه المفاهيم في العهود السابقة. ومن الصور المصرفية التي عرفتها الحضارة الإسلامية نذكر: الوديعة والقرض : فقد ثبت في كتب التاريخ أن الزبير بن العوام مثلا كان يستودعه الناس أموالهم وقد تنبه بذهنه الذكي أنه لا يجوز حفظ هذا المال دون استثمار، فكان يشترط على المودع الذي يستودعه المال على ألا يأخذه منه وديعة أمانة وإنما يأخذه قرضا لأنه يخشى عليه الضيعة؛ لأنه في حالة ما إذا أخذ المال أمانة وهلك عنده دون تعد أو تقصير فهو ليس مسؤولا، أما إذا أخذ المال قرضا، أصبح المال في…

إرسال تعليق