مفاهيم وآداب الأكل في الإسلام
من أشهر ما جاء في آداب الأكل في الإسلام مادونه الإمام الغزالي في كتابه ” إحياء علوم الدين ” تحت باب آداب الأكل قال في مقدمته “إن مقصد ذوي الألباب لقاء الله تعالى في دار الثواب ولا طريق إلى الوصول للقاء الله إلا بالعلم والعمل، ولا يمكن المواظبة عليهما إلا بسلامة البدن، ولا تصفو سلامة البدن إلا بالأطعمة والأقوات والتناول منها بقدر الحاجة على تكرر الأوقات، فمن هذا الوجه قال بعض السلف الصالحين: إن الأكل من الدين وعليه نبه رب العالمين بقوله وهو أصدق القائلين: {كلوا من الطيبات واعملوا صالحا}. سنحاول هنا عرض رؤية طبية نفسية لما ورد بالباب ويختصُّ بما لا بد للآكل من مراعاته وإن انفرد بالأكل. ومن يقرأُ ما كتبهُ الغزالي يدركُ كيفَ أن المسلم حين ينظر إلى الطعام والشراب إنما ينظرُ نظرةً تميزهُ عن غير المسلمين، فهو ينظر إليهما نظرة الوسيلة التي تقود لما هو أفضل وأكمل، فتصبحُ عمليةُ الأكل في حد ذاتها عبادةً ما دامت النيةُ أن يتقوى بها المسلمُ على العبادة بمفهومها الواسع، والذي يشملُ كل سعي يسعاهُ المسلمُ في حلال. ما قبل الأكل ويبينُ الإمام الغزاليُّ في آداب ما قبلَ الأكل البدء بالتأكد من كون الطعام حل…