من الأصول العقلية لمعرفة الدين الحق

من الأصول العقلية لمعرفة الدين الحق
لم تزل مسألة العلاقة بين العقل والدين محل نظر علماء الكلام والفلاسفة؛ على اختلاف نحلهم ومذاهبهم منذ العهود الأولى للإسلام. ولم يزل البحث قائما عن أقوى الأدلة في الدلالة على وجود الخالق ووحدانيته، وعلى صدق النبوة والوحي. فما هي الأصول العقلية لمعرفة الدين الحق؟ وليس المقام هنا مقام بيان لهذه الأدلة وتفصيل لها. فذاك أمر يطول ذكره. ولا يستدعي السياق بسط القول فيها. إذ إننا بين يدي رسالة؛ تحمل أسئلة وشكوكا تعرض في فهم الدين عموما والإسلام خصوصا. ولا تكاد تمس بالبراهين الأساسية الدالة على فكرة الإله ووحدانيته وصدق النبوة عموما، ونبوة محمد خصوصا. كما أن ما تحمله من تصورات عن العقل وطرق المعرفة واليقين؛ بحاجة لكثير من النظر والمراجعة. لما يلزم منها من محاكمة للدين من خلال مقدمات، يظن أنها عقلية وهي ليست كذلك. و لمعرفة الأصول العقلية لمعرفة الدين الحق لا بد قبل الشروع في مناقشة ما جاء في هذه الرسالة من بيان أنها تحتوي على كثير من التفاصيل التي تستدعي النظر والمناقشة. ولكننا سنحاول التركيز على الحجج الأساسية التي تقوم عليها، والتي تدور في معظمها حول الشك (أو التشكيك) في صدق محمد، واعتبار الإسلام …

إرسال تعليق