الجزائر وقطر في صدارة مصادر الهجمات الرقمية الموجهة ضد المغرب.
أعلنت منصة "إكس" (سابقًا تويتر) مؤخرًا عن تحديث تقني يعزز الشفافية الجغرافية للحسابات، مما كشف بيانات مثيرة للجدل حول مصادر الحملات الرقمية المنسقة التي استهدفت المغرب في الفترة الأخيرة. وفقًا للمعطيات المتداولة على المنصة، تصدّرت الجزائر قائمة الدول المرتبطة بحسابات مشبوهة، بينما برزت قطر كمصدر لنشاط موازٍ يُشتبه في تورطه في "غرف رقمية" تضخم محتوى معاديًا للمملكة.
تفاصيل التحديث التقني ونتائجه
يأتي هذا التحديث ضمن جهود "إكس" لتعزيز الشفافية، حيث يتيح للمستخدمين الآن الوصول إلى بيانات جغرافية مفصلة عن أماكن الاتصال للحسابات والأنماط السلوكية للمتابعين. في سياق المغرب، أظهر التحليل – الذي أجراه مستخدمون متخصصون في الذكاء الاستخباراتي المفتوح (OSINT) – وجود عدد كبير من الحسابات التي تتظاهر بأنها مغربية، خاصة بين فئة "جيل زد"، لكنها تعمل فعليًا من خارج البلاد. وأبرزت التقارير أن نسبة تصل إلى 60-80% من متابعي هذه الحسابات تقع في الجزائر أو قطر، مما يشير إلى حملات منسقة لنشر المعلومات المضللة والرسائل التحريضية.
- دور الجزائر: برزت كأكثر المواقع الجغرافية ارتباطًا بالحسابات المزيفة، مع أمثلة تشمل استخدام اللهجة الجزائرية بدلاً من الدارجة المغربية، وأنماط نشر متزامنة مع التوقيت الجزائري. هذه الحسابات ركزت على مواضيع حساسة مثل قضية الصحراء الغربية والعلاقات الدبلوماسية.
- دور قطر: كشفت التحليلات عن "غرف رقمية" مرتبطة بجهات قطرية، تساهم في تضخيم الدعاية ضد المغرب، خاصة في سياق الاتفاقيات الإبراهيمية والعلاقات مع دول الخليج. على سبيل المثال، أظهرت حسابات إعلامية عربية ناقدة للمغرب (ذات مئات الآلاف من المتابعين) أن أغلب نشاطها ينبع من الدوحة، رغم هوياتها المغربية المزعومة.
هذه النتائج تعتمد على بيانات تقنية مثل مواقع الـIP وتحليل السلوك الرقمي، وتم تداولها عبر منشورات فيروسية على "إكس"، مثل تلك المنشورة من قبل مستخدمين سعوديين ومغاربة في 22-23 نوفمبر 2025، والتي جمعت عشرات الآلاف من المشاهدات.
السياق الإقليمي والحملات السابقة
يأتي هذا الكشف في وقت تشهد فيه المنطقة المغاربية تصعيدًا في الحروب الرقمية، حيث سجلت حوادث سابقة في أبريل 2025 هجمات متبادلة بين مجموعات قراصنة جزائرية ومغربية. على سبيل المثال:
- هجوم جزائري على قاعدة بيانات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) المغربي، أسفر عن تسرب ملايين السجلات الشخصية، كرد فعل على اختراق حساب وكالة الأنباء الجزائرية (APS) على "إكس".
- رد مغربي باختراق صناديق الضمان الاجتماعي الجزائرية، مما أدى إلى تسرب 13 جيجابايت من البيانات الحساسة.
هذه الحوادث، التي وُصفت بأنها "حرب إلكترونية"، ترتبط غالبًا بالتوترات السياسية حول الصحراء الغربية والعلاقات الدبلوماسية، وتُعد جزءًا من حملات أوسع للدعاية والتضليل. كما أشارت تقارير دولية إلى أن المنطقة شهدت 189 حملة تضليل مدعومة بالذكاء الاصطناعي في 2025، مع تركيز على المغرب كواحد من الأهداف الرئيسية بسبب موقعه الاستراتيجي.
ردود الفعل والغياب الرسمي
لم تصدر أي تعليقات رسمية من الحكومات الجزائرية أو القطرية حتى الآن، بينما رحب مستخدمون مغاربة وسعوديون بالتحديث كخطوة نحو مكافحة الدعاية. ومع ذلك، أثار الأمر نقاشات حول ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الهجمات السيبرانية، خاصة مع تزايد استخدام "الحسابات المزيفة" للتأثير على الرأي العام.
يُعد هذا الكشف تذكيرًا بأهمية الشفافية الرقمية في مواجهة التهديدات الهجينة، حيث يمكن أن تتحول المنصات الاجتماعية إلى ساحات للصراعات الإقليمية.
