اختناق مروري وانجراف طرق جديدة: الهشاشة تنسف خطاب عمدة المدينة نبيلة الرميلي
كشفت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها العديد من مناطق مدينة الدار البيضاء عن حجم الهشاشة التي تعيشها البنية التحتية للعاصمة الاقتصادية، مخلفة صوراً صادمة تناقض الشعارات الرسمية المرفوعة حول التأهيل والجاهزية. فقد تحولت شوارع رئيسية وأحياء واسعة إلى برك مائية وحفر عميقة، مما أعاد إلى الواجهة سؤال الجدوى من المشاريع التي روجت لها عمدة المدينة، نبيلة الرميلي، على أنها جزء من مسار "تأهيل شامل".
إخفاق في التدبير وانهيار الطرق
أسفرت الأمطار الأولى عن اختناق مروري غير مسبوق وتعطل مسالك رئيسية، بعدما امتلأت بالوعات الصرف وانفجرت نقاط تصريف المياه في أكثر من موقع، الأمر الذي كشف عن غياب الاستعدادات الأساسية بالرغم من التحذيرات الجوية المسبقة.
وما فاجأ السكان هو انهيار أجزاء من طرق جرى إصلاحها حديثًا. وتقاطعت شهادات المواطنين والفاعلين المدنيين حول واقع "مقلق" ينسف الخطاب الرسمي الذي أكد أن المشاريع المنجزة ستحد من مظاهر الاختناق والفوضى خلال فصل الأمطار.
ويرى المتتبعون أن ما حدث يعكس إخفاقًا واضحًا في تدبير أوراش صيانة الطرق وتصريف مياه الأمطار، حيث لم تصمد طبقات الإسفلت أمام أول اختبار طبيعي، لتعود الحفر والانجرافات إلى الواجهة بمجرد تساقط زخات محدودة.
انتقادات لاذعة وسؤال الملايير المصروفة
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لسيارات غارقة وأزقة تحولت إلى مسارات وعرة في مدينة تعد أكبر قطب اقتصادي بالمغرب. وقد أثارت هذه المشاهد موجة انتقادات واسعة طالت مجلس المدينة والشركة المفوضة لتدبير الماء والتطهير، واعتبرت دليلاً على غياب رؤية حقيقية واستمرار منطق "الترقيع" بدل الاستثمار الجيد في البنية التحتية.
وأعاد هذا الوضع طرح أسئلة جادة حول مصير الملايير التي صُرفت بدعوى التأهيل الحضري، وحول طبيعة الصفقات العمومية المدبرة خلال الولاية الحالية، خاصة وأن عددًا من الأحياء التي شملتها عمليات الإصلاح عادت إلى وضع أسوأ مما كانت عليه.
يُذكر أن نبيلة الرميلي لم تفوت أي مناسبة للحديث عن مشاريع التأهيل بالدار البيضاء، وكان آخرها السبت الماضي ضمن فعاليات "مسار الإنجازات" لحزب التجمع الوطني للأحرار، غير أن أولى زخات الأمطار فضحت شعاراتها مثل ما فضحت هشاشة البنية التحتية للمدينة.
