شهد مطار العروي الدولي بإقليم الناظور، مساء الأحد 30 نوفمبر 2025، حالة فزع شديدة بين ركاب طائرة قادمة من أمستردام (رحلة RY-2535 لشركة Transavia)، بعد تعرضها لحادث غير متوقع أثناء الهبوط بسبب كثافة الضباب الشديدة. أدى قرار الطيار بمواصلة الهبوط رغم الظروف الجوية الصعبة إلى انفجار أحد إطارات الطائرة أثناء محاولة التوقف على المدرج، مما أثار ذعرًا عامًا بين الـ150 راكبًا على متنها، دون تسجيل إصابات جسدية، لكن الحادث أربك حركة الرحلات اللاحقة نحو إسبانيا، خاصة إلى مايوركا، مسببًا تأخيرات تصل إلى 3 ساعات.
تفاصيل الحادث: قرار جريء يتحول إلى كابوس
كانت الطائرة، من طراز بوينغ 737-800، تقترب من الهبوط في ظروف جوية سيئة، حيث انخفضت الرؤية إلى أقل من 200 متر بسبب الضباب الكثيف الناتج عن تغيرات الطقس الشتوي في المنطقة الشرقية. أفاد الطيار، في اتصال لاسلكي مع برج التحكم، بصعوبة الرؤية، وكان من المفترض إعادة الإقلاع (go-around) أو تحويل الرحلة إلى مطار مليلية أو وجدة. لكن الطيار اختار الهبوط الاضطراري لتجنب مخاطر الوقود المنخفض، مما أدى إلى احتكاك عنيف بالمدرج المبلل، وانفجار الإطار الرئيسي الأيمن أثناء الفرملة الطارئة. أدى الصوت العالي والاهتزاز الشديد إلى صرخات الركاب، مع روايات لـ"شعور بالانهيار" و"خوف من الانفجار الكلي".
تم إجلاء الركاب بسلام في غضون 20 دقيقة، ونُقِلُوا إلى صالة المطار، حيث أُقِيمَتْ لهم جلسات دعم نفسي. أكدت سلطات المطار أن الطائرة مستقرة، لكنها تخضع لإصلاحات فنية فورية تشمل استبدال الإطار وفحص الفرامل، مما يُؤَجِّلُ عودتها إلى الخدمة لأيام.
التأثيرات: إرباك رحلات وغضب مسافرين
لم يقتصر الحادث على ركاب الطائرة؛ فقد أدى إلى إغلاق المدرج مؤقتًا، مُؤَخِّرًا رحلات أخرى، خاصة المتجهة إلى مايوركا (رحلة UX-1202 لـAir Europa)، حيث عَجِزَ عشرات المسافرين عن الإقلاع، مُعَبِّرِينَ عن إحباطهم في بيانات لوسائل الإعلام: "كنا جاهزين للعطلة، والآن ننتظر في الفوضى". أدى ذلك إلى إعادة جدولة 4 رحلات، مع تعويضات للمتضررين، لكن الغضب الشعبي انتشر على وسائل التواصل تحت هاشتاج #مطار_الناظور_في_الفوضى، مُطَالِبًا بتحسين أنظمة الرادار والإضاءة في ظروف الضباب.
في السياق الأوسع، يأتي هذا الحادث بعد سلسلة حوادث طيران في 2025، مثل هبوط اضطراري لطائرة في مطار العروي في أكتوبر بسبب حريق في عجلة، مما يُثِيرُ تساؤلات حول صيانة الأسطول في المغرب الشرقي. أكدت المديرية العامة للطيران المدني (DGAC) أن التحقيق جارٍ بالتعاون مع شركة الطيران، لتحديد ما إذا كان الضباب أم خطأ فني السبب الرئيسي، مع التأكيد على "الالتزام بمعايير السلامة الدولية".
الردود الرسمية: تحقيق ودعم للركاب
أعلنت DGAC فتح تحقيق مشترك مع الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA)، مُطَالِبَةً بفحص شامل لأنظمة الهبوط في مطار العروي، الذي يُعَانِيْ من تحديات جوية شتوية متكررة. وعدتْ الشركة بتعويض الركاب الكامل، بما في ذلك تذاكر إضافية ودعم نفسي، بينما دعتْ السلطات المسافرين إلى الالتزام بتحذيرات الطقس. هذا الحادث يُذَكِّرُ بأهمية الاستعداد للظروف الجوية في المناطق الساحلية، حيث يُسَجِّلُ المغرب عشرات الهبوطات الاضطرارية سنويًا دون وفيات، لكنه يُطَالِبُ بتحديث البنية التحتية للحفاظ على ثقة الركاب.
