صراع حاد بين الاتحاد الإسباني وبرشلونة يتحول إلى جدل حول أحقية اللاعب بالبحث عن "وطن بديل"
تتفاقم أزمة النجم الواعد لامين يامال داخل المشهد الرياضي الإسباني، متحولة إلى واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في مدريد وبرشلونة. بدأت الأزمة باستبعاد مفاجئ للاعب من معسكر "لا روخا"، وتوسعت لتشمل سجالًا مفتوحًا بين الاتحاد الإسباني لكرة القدم ونادي برشلونة، قبل أن تصل إلى نقاش حول أحقية اللاعب بـ "العودة إلى أحضان المنتخب المغربي".
اتحاد الكرة الإسباني يتهم برشلونة بالتضليل
تفجرت الأزمة حين أعلن الاتحاد الإسباني غياب لامين يامال عن مباراتي جورجيا وتركيا ضمن تصفيات مونديال 2026. لكن الصدمة كانت في البيان "شديد اللهجة" الصادر عن الاتحاد، والذي أعرب فيه عن "دهشته واستيائه" من نادي برشلونة.
وكشف البيان أن الجهاز الطبي للمنتخب لم يُخطر مسبقًا بأن يامال خضع في صباح يوم المعسكر لـ "عملية بالترددات الراديوية" لمعالجة أوجاع مزمنة في منطقة العانة. وأكد الاتحاد أنه لم يعلم بالأمر إلا بعد وصول اللاعبين، مما اضطره لتسريح يامال "حفاظًا على صحته ورفاهيته".
انتقادات إعلامية قاسية ودعوات للعب للمغرب
وسط هذه الفوضى، انفجرت موجة انتقادات واسعة في برامج الراديو والتلفزيون الإسباني، لكنها اتخذت منحى غير متوقع، حيث برزت أصوات مؤثرة دعت اللاعب صراحة إلى التفكير في تغيير انتمائه الدولي:
دافيد سانشيز (صحفي): "أتمنى لو تُتيح القوانين ليامال اللعب للمغرب" انتقد الصحفي حجم الضغط والانتقادات التي يتعرض لها اللاعب رغم موهبته، وقال بوضوح إنه يتمنى لو كان بمقدور يامال العودة للعب لمنتخب المغرب، بلد والده الذي تربطه به جذور قوية، مشيرًا إلى أن تعامل جزء من الإعلام والجماهير الإسبانية "لا يليق بلاعب بهذا المستوى".
ألبرت ليسان (صحفي): "أخطأت يا يامال... في المغرب كانوا سيقدّرونك" كان موقف ليسان أكثر جرأة، حيث صرّح في برنامج "Rondeando" بأن يامال ارتكب خطأ باختياره إسبانيا، قائلًا: "هنا لن يُقدّرك أحد... لو اخترت المغرب، لوجدت بلدًا كاملًا خلفك." وأكد أن المشروع الكروي المغربي القوي، خاصة بعد إنجازات مونديال الشباب، كان سيجعل من اللاعب رمزًا وطنيًا لا يُمَس.
سيناريو العودة للمغرب: قانونيًا ونفسيًا
أثارت تصريحات الصحفيين حول وجود "طريق واحد" لعودة يامال إلى المغرب فضول المتابعين. ورغم أن اللاعب مثّل إسبانيا في مباريات رسمية (مما يجعل تغيير المنتخب شبه مستحيل وفق قواعد الفيفا)، فإن النقاش يدور حول ثغرات محتملة إذا تم الطعن في "إجراءات خاطئة" لتأهيله أو في ظروف اختياره.
ومع أن هذه الاحتمالات تبقى نظرية، فإنها تعكس حجم القلق في إسبانيا من احتمالية خسارة أحد أكبر مواهبها. وتحولت القضية إلى رمز لصراع الهوية الذي يعيشه اللاعبون مزدوجو الجنسية، حيث يرى جزء من الجماهير المغربية أن يامال "لم يُحتضَن بما يستحق" في إسبانيا، مما يعيد فتح جرح اختياره الأول.
مستقبل لامين يامال مع "لا روخا" يظل غامضًا، وصراع الاتحاد والنادي، بالإضافة إلى تزايد النقاش حول جذوره وانتمائه، يضمن استمرار الملف في تصدر العناوين لشهور مقبلة.
