تفكيك شبكة إجرامية خطيرة بفاس: استدراج بالفتيات وسرقة بالعنف في الفضاءات الليلية
ألحقت المصالح الأمنية بمدينة فاس، يوم الأحد 24 نوفمبر 2025، ضربة قاصمة لعصابة متخصصة في السرقة تحت التهديد بالعنف، مستخدمة فتيات الليل كطُعم لاستدراج الضحايا إلى شقق مشبوهة حيث يُنهبون من ممتلكاتهم. تمكنت فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية الرابعة ببنسودة من اعتقال خمسة أشخاص، بينهم قاصر، في عملية سريعة ومحترفة، بناءً على شكاية مهاجر مغربي مقيم بأوروبا، فيما يستمر البحث عن اثنين هاربين من منطقتي لابيطة وظهر الخميس والمسيرة بزواغة. أحيل المعتقلون إلى سجن بوركايز تحت إشراف النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بفاس، في انتظار استكمال التحقيقات.
تفاصيل الواقعة: فخ في حانة يتحول إلى كابوس
كشفت الشكاية، التي تقدم بها الضحية فور عودته إلى المغرب، عن سيناريو يُشبه أفلام الجريمة: تعرّف المهاجر (في الثلاثينيات من عمره) على فتاة في حانة ليلية بوسط المدينة، واستدرجته إلى شقة بتجزئة شيماء "لقضاء ليلة ممتعة". ما إن دخل حتى حاصره شخصان مسلحان بسيوف، أجبراه على تسليم هاتفه الذكي (قيمته 16 ألف درهم) و5 آلاف درهم نقدًا، قبل طردهما بالتهديد بالقتل. أكدت التحريات أن هذا الأسلوب تكرر على ضحايا آخرين، مما يُبرز خطورة بعض الفضاءات الليلية كبؤر للنصب والاستدراج، حيث تُستغل الثقة لتنفيذ عمليات عنيفة.
التحقيق السريع: يقظة أمنية تُحبط الشبكة
بناءً على إفادة الضحية الدقيقة، تحركت عناصر الشرطة القضائية فورًا، مستخدمة تقنيات الرصد الإلكتروني والتعقّب الميداني لتحديد هويات الأعضاء في غضون ساعات. أُلقي القبض على الخمسة في عمليات متزامنة، مع ضبط أسلحة بيضاء وأموال مشبوهة، بينما فرّ اثنان بعد علمِهما بالاعتقال. يُشتبه في تورط الشبكة في عمليات أخرى مشابهة، وقد أُحيلوا للمتابعة بتهم السرقة بالعنف، تشكيل عصابة إجرامية، واستخدام قاصرين في أنشطة غير قانونية.
الرسالة الأمنية: فاس ليست مرتعًا للفوضى
يُعد تفكيك هذه الشبكة انتصارًا لليقظة الأمنية، الذي يُعيد التأكيد على أن فاس ليست مكانًا للجرائم المستترة، خاصة في الأماكن الليلية التي أصبحت خطرًا حقيقيًا. ومع ذلك، تُعيد الواقعة طرح قضايا أوسع: ضعف الرقابة على الحانات، استغلال الفتيات في الشبكات الإجرامية، والحاجة إلى حملات توعية للمواطنين لتجنب الفخاخ. إذا استمرت الأجهزة الأمنية في هذا المستوى من الفعالية، فسيكون الطريق أقصر نحو مدينة أكثر أمانًا، بعيدًا عن أوهام "الليل الترفيهي" الذي يخفي خلفه سيوفًا وسرقات.
