من الأرق إلى الرنين: كيف تتحكم دورة النوم في طنين الأذن 🧠💤

طنين الأذن والنوم: اكتشاف علمي ثوري يكشف علاقة جوهرية بينهما.. والنوم العميق قد يكون "العلاج الطبيعي" المخفي

كشفت دراسة رائدة أجراها علماء الأعصاب في جامعة أكسفورد، نُشرت في دورية *Brain Communications* في نوفمبر 2025، عن وجود صلة عميقة ومباشرة بين طنين الأذن (Tinnitus) والنوم، لدرجة أن النوم العميق قد يكون أحد أقوى "الآليات الطبيعية" لتخفيف هذه الحالة المُنهكة التي تُصيب 15% من سكان العالم، ولا يوجد لها علاج شافٍ حتى اليوم.

طنين الأذن: أكثر الإدراكات الوهمية شيوعاً في العالم

طنين الأذن هو صوت وهمي (هسهسة، أزيز، نقر، رنين) لا يسمعه أحد سوى المُصاب، وقد يكون مستمرًا أو متقطعًا. يُعتبر أكثر أنواع "الإدراك الوهمي" (Phantom Perception) انتشارًا، ويُسبب:

- اضطرابات نفسية (اكتئاب، قلق).

- أرقًا مزمنًا.

- انخفاض جودة الحياة بشكل كبير، خاصة عند كبار السن.

رغم ذلك، لم يكن هناك تفسير واضح لسببه، ولا علاج فعال.

الاكتشاف الجديد: النوم والطنين يشتركان في نفس "الدوائر الدماغية"

قاد الباحث لينوس ميلينسكي، من معهد علوم الأعصاب للنوم والإيقاع اليومي بجامعة أكسفورد، دراسة هي الأولى من نوعها التي تبحث وظيفيًا في العلاقة بين النوم وطنين الأذن. وخلصت إلى نتائج مذهلة:


1. النوم العميق (المرحلة NREM) يُولّد موجات دماغية تلقائية كبيرة (Slow Waves) تُثبط النشاط الشاذ في القشرة السمعية المسؤول عن الطنين.

2. ظهور الطنين بعد التعرض للضوضاء العالية يتزامن دائمًا مع اضطرابات النوم في نفس الفترة – دليل مباشر على وجود رابط سببي.

3. النوم العميق يُخفف مؤقتًا من شدة الطنين عبر تنشيط نفس الآليات التي تُهدئ النشاط الزائد في الدماغ.

حلقة مفرغة: الطنين يُفسد النوم.. والأرق يُفاقم الطنين

أوضح ميلينسكي أن العلاقة ثنائية الاتجاه:

- الطنين → يُسبب الأرق والاستيقاظ المتكرر.

- قلة النوم → ترفع مستويات التوتر والقلق.

- التوتر → أقوى محفز معروف لتفاقم الطنين (وربما بدايته أصلاً).

نتيجة؟ حلقة مفرغة يصعب كسرها، إلا إذا تم استهداف النوم كمدخل علاجي.

الأمل الجديد: تحسين النوم = علاج طبيعي للطنين

بناءً على هذه النتائج، يقترح الباحثون مسارات علاجية جديدة تمامًا:

- تحفيز النوم العميق بتقنيات مثل التحفيز الكهربائي عبر الجمجمة (tACS) أو الصوتي (Pink Noise).

- علاجات سلوكية معرفية مُوجّهة للأرق (CBT-I) كخط دفاع أول ضد الطنين.

- تطوير أدوية تُعزز الموجات البطيئة أثناء النوم (مثل بعض مضادات الاكتئاب أو المركبات الجديدة).

رسالة الباحثين للمرضى وأطباء الأذن

يقول ميلينسكي بوضوح:  

«النوم ليس مجرد عرض جانبي للطنين.. بل هو جزء أساسي من المشكلة والحل معًا. يجب أن يصبح تقييم جودة النوم وعلاج الأرق جزءًا روتينيًا من بروتوكول علاج طنين الأذن».

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة