أعلن المغرب عن توقيع عقد لاقتناء عشر مروحيات من طراز H225M المصنعة من قبل شركة "إيرباص" الأوروبية، في إطار خطة واسعة لتحديث القدرات الجوية للقوات المسلحة الملكية. وجاء الإعلان، اليوم الثلاثاء، من مدينة دبي، حيث أكدت الشركة أن هذه الطائرات المتطورة ستعزز مهام البحث والإنقاذ القتالي، وستحل محل مروحيات "بوما" التي تجاوزت أربعة عقود في الخدمة.
وأوضح رئيس شركة إيرباص للمروحيات أن اختيار المغرب لهذا الطراز يعكس استمرار التعاون الوثيق بين الطرفين، وتتويج شراكة تمتد لسنوات، مشيراً إلى أن الصفقة مرت بمسار طويل من المشاورات بلغ مراحله الأخيرة خلال شهر شتنبر الماضي. وكانت الرباط تُصنف هذه العملية ضمن الأولويات العسكرية بهدف تجاوز محدودية الأسطول القديم ورفع جاهزية القوات الجوية.
وتعد مروحية H225M النسخة العسكرية من “سوبر بوما”، وتتميز بقدرتها على تنفيذ مهام متنوعة في ظروف تشغيل صعبة، من نقل القوات والدعم اللوجستي إلى العمليات الخاصة في الميدان. ومنذ عام 2022، يعمل المغرب على دراسة مختلف الخيارات المتاحة من مروحيات “إيرباص”، بما في ذلك طرازات مخصصة للاستطلاع والدعم القريب والتدريب، في إطار خطة شاملة لتعويض مروحيات “بوما” و“بيل” المتهالكة التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.
ويرتبط هذا التعاقد بالنقاشات التي أعقبت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط في أكتوبر من العام الماضي، حيث جرى بحث مشروع موسع لاقتناء ما بين 10 و18 مروحية موجهة لخدمة القوات الجوية والدرك، بميزانية تقديرية تتراوح بين 600 و800 مليون يورو.
وأكد بيان شركة "إيرباص" أن الصفقة تشكل خطوة إضافية في تعزيز العلاقات مع المغرب، لافتاً إلى أن الطراز H225M أثبت تفوقه في المهام الشاقة حول العالم، لاسيما في عمليات البحث والإنقاذ القتالي والمهام الخاصة. وسيتم تجهيز المروحيات المغربية الجديدة بـ رافعتين، وكشاف بحث، ونظام رؤية متطور، إضافة إلى إمكانية تزويدها بأسلحة خفيفة وأنظمة حرب إلكترونية للحماية الذاتية. كما يشمل العقد خدمات التقنية والدعم والصيانة.
وفي سياق متصل، كانت "إيرباص" قد أعلنت في عام 2024 عن إنشاء مركز خدمة في المغرب مخصص لدعم المروحيات التابعة للقوات الجوية والبحرية والدرك، مع خطة لتحويله تدريجياً إلى مركز إقليمي للصيانة والإصلاح والمراجعة يخدم منطقة غرب إفريقيا.
