الاتحاد الأوروبي يغرّم منصة "إكس" المملوكة لماسك ب 120 مليون يورو.. وواشنطن تُهَاجِمْ "الرقابة الأوروبية"

أعلنت المفوضية الأوروبية يوم الجمعة 5 ديسمبر 2025، فرض غرامة قدرها 120 مليون يورو (حوالي 140 مليون دولار) على منصة "إكس" (سابقًا تويتر) المملوكة لإيلون ماسك، بتهمة انتهاك قواعد قانون الخدمات الرقمية (DSA)، في أول عقوبة من نوعها بموجب التشريع الجديد الذي يهدف إلى مكافحة المحتوى غير القانوني، تعزيز الشفافية، ومنع التلاعب بالبيانات. أثار القرار توترًا أمريكيًا، حيث اتهم نائب الرئيس جاي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو بروكسل بـ"الرقابة" و"هجوم على الشركات الأمريكية"، معتبرين إياه "نهاية عصر الرقابة الأوروبية على الأمريكيين عبر الإنترنت".

تفاصيل الانتهاكات: علامة زرقاء "مضللة" وغياب الشفافية

جاءت الغرامة بعد تحقيق دام عامين بدأ في يوليو 2023، وتركز على ثلاث مخالفات رئيسية بموجب DSA (الذي دخل حيز التنفيذ في 2023):

  • تصميم "العلامة الزرقاء" المضلل: بعد استحواذ ماسك في 2022، أصبحت العلامة متاحة مقابل الدفع (8 دولارات شهريًا) دون تحقق حقيقي، مما يُخْدَعْ المستخدمين ويُعْرِضْهُمْ للاحتيال وانتحال الهوية (غرامة 45 مليون يورو).
  • غياب الشفافية في الإعلانات: عدم توفير بيانات كافية عن الإعلانات المستهدفة، مما يُعْرِضْ المستخدمين للاحتيال (غرامة 35 مليون يورو).
  • رفض الوصول للباحثين: عدم مشاركة بيانات عامة مع الباحثين لدراسة الانتشار الضار (غرامة 40 مليون يورو).

أكدت مفوضة التكنولوجيا هينا فيركونين: "هذا القرار لا علاقة له بالرقابة، بل بتطبيق القانون لتعزيز حقوق المستخدمين وحماية الشفافية"، مشيرةً إلى أن الغرامة "متناسبة" وتُحَاسَبْ بناءً على خطورة الانتهاكات ومدتها (عامين)، وأن التحقيق مستمر في قضايا أخرى مثل المحتوى غير القانوني والمعلومات المضللة.

الرد الأمريكي الغاضب: "رقابة أوروبية على الأمريكيين"

ردت واشنطن بغضب، حيث حذَّر نائب الرئيس جاي دي فانس: "أوروبا تهاجم الشركات الأمريكية وتمارس رقابة عليها عبر الإنترنت"، مُضِيفًاْ أن "عصر الرقابة انتهى". انضم وزير الخارجية ماركو روبيو، مُطَالِبًاْ بـ"رد قوي"، معتبرًا الغرامة "هجومًا على الشعب الأمريكي كله"، في سياق توتر متصاعد بين واشنطن وبروكسل حول DSA وDMA، حيث حذَّرَتْ الولايات المتحدة من "عقوبات تجارية" إذا استمرت الاتحاد في "استهداف الشركات الأمريكية". هذا يأتي بعد تحذيرات أمريكية في أكتوبر 2025 من "حرب تجارية" إذا فرض الاتحاد قيودًا على الشركات مثل أبل وأمازون، مما يُعِيدْ التوترات حول "السيادة الرقمية" بين الجانبين.

أكدت فيركونين أن التحقيق "مستقل" ولا يستهدف الولايات المتحدة، بل يحمي 450 مليون أوروبي، وأن الغرامة (أقل من 6% من الإيرادات العالمية لـX) "متناسبة"، مع إمكانية استئناف ماسك، الذي رد بتغريدة: "هراء"، مُشِيرًاْ إلى "الرقابة الأوروبية".

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة