لغز الرياح الخارقة على الزهرة يُحَلُّ أخيراً: المد والجزر الجوي اليومي هو السبب!
كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة AGU Advances (نوفمبر 2025) النقاب عن السر الذي حيّر العلماء لعقود: لماذا تدور رياح كوكب الزهرة بسرعة تفوق 100 متر في الثانية (360 كم/ساعة)، أي أسرع من أقوى إعصار أرضي من الفئة الخامسة، وتُكمل دورة كاملة حول الكوكب في 4 أيام فقط بينما يحتاج الكوكب نفسه إلى 243 يوماً أرضياً ليدور مرة واحدة حول محوره؟
هذه الظاهرة الفريدة في المجموعة الشمسية تُسمى الدوران الفائق (Super-rotation)، والآن لدينا الإجابة النهائية:
السبب الحقيقي: مد وجزر جوي يومي عملاق تغذيه الشمس
- كل يوم، تسخّن الشمس الجانب النهاري من الزهرة بشدة.
- يتمدد الهواء الساخن ويرتفع للأعلى، ثم يندفع بقوة هائلة نحو الجانب الليلي البارد.
- هذه الحركة اليومية المنتظمة تعمل كـمضخة حرارية عملاقة تنقل الطاقة والزخم إلى قمم السحب على ارتفاع 60-70 كم.
- النتيجة؟ رياح دائمة فائقة السرعة تجتاح الكوكب كله دون توقف.
الاكتشاف الجديد يُصحح الاعتقاد السابق الذي كان يركز على التغيرات الحرارية مرتين في اليوم. الدراسة تؤكد أن الدورة اليومية الواحدة (مد وجزر جوي واحد كل 24 ساعة أرضية تقريباً) هي المحرك الأساسي والأقوى.
كيف توصل العلماء إلى هذا الاكتشاف؟
فريق بقيادة الدكتور ديكسين لاي من جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية جمع:
- بيانات لمدة 16 عاماً (2006-2022) من مسباري فينوس إكسبريس (أوروبي) وأكاتسوكي (ياباني)
- محاكاة رقمية فائقة الدقة للغلاف الجوي للزهرة
النتيجة: أول نموذج كامل يفسر استمرارية الدوران الفائق منذ مليارات السنين.
لماذا الزهرة بالذات؟
- غلاف جوي كثيف جداً (90 ضعف كثافة الأرض)
- غازات دفيئة هائلة (ثاني أكسيد الكربون 96%)
- دوران بطيء جداً للكوكب نفسه → لا قوة كوريوليس قوية تُكبح الرياح
- قرب شديد من الشمس → تسخين نهاري عنيف
كل هذا يجعل الزهرة "مختبراً طبيعياً" لدراسة الظواهر الجوية المتطرفة… وربما يساعدنا على فهم تغير المناخ على الأرض بشكل أفضل!
