أصدرت المحكمة الابتدائية بصفرو، أمس الخميس 26 ديسمبر 2025، حكمًا يقضي بإدانة مغني الراب جواد أصرادي، المعروف فنيًا بلقب "بوز فلو"، بـثلاثة أشهر حبسًا موقوفة التنفيذ، في ختام جلسة مطولة استغرقت أكثر من ثماني ساعات. جاء الحكم بعد متابعته بتهم "إهانة هيئة منظمة والإساءة إلى موظفين عموميين" عبر أقوال وعبارات في أغانيه اعتُبرت مساسًا بكرامتهم أثناء أداء مهامهم، في قضية أثارت جدلاً واسعًا حول حرية التعبير في الفن.
الجلسة: اعتذار وندم من "بوز فلو"
استمعت المحكمة خلال الجلسة إلى دفوعات الدفاع وكلمة المتهم، الذي عبَّرَ عن ندمه الشديد واعتذاره لوالديه، مؤكدًا استعداده لاحترام القوانين والالتزام بالإطار القانوني مستقبلاً. كان "بوز فلو" قد أوقف يوم 20 نوفمبر 2025، وبقي رهن الاعتقال الاحتياطي بعد رفضه أداء كفالة مالية قدرها 100 ألف درهم قررتها المحكمة لتمتيعه بالسراح المؤقت.
السياق: جدل حول حرية التعبير في الراب
أثارت القضية نقاشًا واسعًا في الأوساط الفنية والحقوقية، حيث اعتبر نشطاء أن المتابعة "تقييد لحرية الإبداع"، خاصة أن أغاني "بوز فلو" تتناول قضايا اجتماعية مثل الفساد والظلم. في المقابل، دافعت الجهات الرسمية عن المتابعة كحماية لكرامة الموظفين العموميين. الحكم المخفف (موقوف التنفيذ) يُعَدُّ حلًا وسطيًا، يُتيح للفنان استئناف نشاطه دون سجن فعلي، مع رسالة تحذيرية.
أعرب محامو الدفاع عن "ارتياحهم" للحكم، مُؤَكِّدِينْ أنه يُعيد الاعتبار لموكلهم، بينما رحبت عائلة "بوز فلو" بالقرار، مُشِيدَةْ بندم ابنها. على وسائل التواصل، تفاعل الجمهور بين مؤيد للحكم كـ"درس"، ومنتقد له كـ"تقييد للراب".
هذه القضية تُعَدُّ جزءًا من سلسلة متابعات لمغني راب مغاربة (مثل توفلو وديزي دروس)، مُثِيرَةْ نقاشًا حول حدود حرية التعبير في الفن الملتزم.
