المغرب ينشر منظومة Barak MX الإسرائيلية في قاعدة سيدي يحيى الغرب: دليل أول على التشغيل الفعلي بعد صفقة 500 مليون دولار

كشفت صور أقمار صناعية حديثة، نشرت في ديسمبر 2025، عن نشر منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتطورة Barak MX في قاعدة الدفاع الجوي بسيدي يحيى الغرب (شمال شرق الرباط)، مما يُعدُّ أول دليل بصري على دخولها الخدمة الفعلية لدى القوات المسلحة الملكية، أكثر من ثلاث سنوات بعد توقيع صفقة بقيمة 500 مليون دولار مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) في فبراير 2022. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود المغرب المستمرة لتعزيز قدراته الدفاعية الجوية، خاصة في تأمين الأجواء الشمالية والغربية، وتكاملها مع أنظمة أخرى مثل FD-2000B الصينية وباتريوت الأمريكية.

قدرات Barak MX: درع متعدد الطبقات ضد التهديدات الجوية

تُعدُّ Barak MX منظومة دفاع جوي متكاملة ومرنة، قادرة على اعتراض مجموعة واسعة من التهديدات الجوية على مسافات متوسطة وبعيدة، بما في ذلك:

  • الطائرات المقاتلة والمسيرات.
  • الصواريخ الباليستية والكروز.
  • القذائف والصواريخ الموجهة.

تشمل المنظومة:

  • مركز إدارة معركة (BMC).
  • رادارات ELM-2084 متعددة المهام.
  • منصات إطلاق متنقلة أو ثابتة، مع صواريخ بمدى 35 كم، 70 كم، و150 كم.

خضعت المنظومة لاختبارات قتالية ناجحة خلال التصعيد مع إيران في يونيو 2025، مما يُعزِّزْ موثوقيتها. في قاعدة سيدي يحيى الغرب (حوالي 60 كم من الرباط)، تُكَمِّلْ Barak MX أنظمة أخرى، مما يُشَكِّلْ درعًا متقدمًا لمراقبة الأجواء وحماية العاصمة والمناطق الاستراتيجية.

السياق: صفقة 2022 وتوسع التعاون العسكري مع إسرائيل

وقَّعَ المغرب الصفقة في فبراير 2022، بعد تطبيع العلاقات في 2020، وتسلَّمَ أولى الشحنات في منتصف 2023، مع تدريبات للعناصر المغربية في إسرائيل والمغرب. القاعدة، التي بُنِيَتْ منذ 2017 وأُكْمِلَتْ حوالي 2020، مُصَمَّمَةْ لاستيعاب أنظمة متقدمة، وتُعَزِّزْ القدرات الدفاعية أمام التهديدات الإقليمية، خاصة مع تنويع مصادر التسليح (أمريكي، صيني، إسرائيلي).

يأتي النشر في سياق تعزيز التعاون المغربي-الإسرائيلي، الذي شمل صفقات أخرى مثل مسيرات هيرميس وهاروب، وإنشاء مصانع لإنتاج طائرات انتحارية في المغرب. كما يُعَزِّزْ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في 2020 الدعم لمثل هذه المشاريع.

التأثير الاستراتيجي: رفع مستوى الأمن الجوي الوطني

يُسَاهِمْ نشر Barak MX في تحسين منظومة الرصد والمراقبة الجوية، مع تكامل كامل مع الشبكات الدفاعية الأخرى، مما يُرفَعْ مستوى الجاهزية ضد أي تهديد جوي محتمل. القاعدة الاستراتيجية بسيدي يحيى الغرب، بمساحتها حوالي 40 هكتارًا، تُعَدُّ موقعًا حيويًا لمراقبة الأجواء الشمالية والغربية، وتُكَمِّلْ قواعد أخرى في الجنوب.

في الختام، يُمَثِّلْ نشر Barak MX خطوة نوعية في تحديث الترسانة الدفاعية المغربية، مُعَزِّزًا السيادة الجوية ومُؤَكِّدًا على تنويع الشراكات الدولية، وسط توترات إقليمية مستمرة.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة