إحباط اقتحام جماعي لسياج سبتة رغم العاصفة: الأمن والدرك يتصدان لعشرات المهاجرين...

تمكن الأمن الوطني والدرك الملكي، بتنسيق مع باقي القوات العمومية، مساء ليلة الإثنين–الثلاثاء 15-16 ديسمبر 2025، من إحباط محاولة اقتحام جماعية للسياج الحدودي التقني لمدينة سبتة المحتلة، امتدت حتى الساعة الرابعة صباحًا، رغم العاصفة القوية والأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي ضربت المنطقة. حاول عشرات المهاجرين غير النظاميين، معظمهم من دول جنوب الصحراء، استغلال سوء الأحوال الجوية وانخفاض الرؤية للاقتحام عبر نقاط حساسة محاذية للحدود السياسية بين سبتة والفنيدق، في عملية منظمة يُرْجَحْ تورط شبكات التهريب فيها.

وفقًا لمصادر أمنية، كان التدخل "سريعًا وفعالاً"، مكَّنَ من التصدي للمحاولة دون تسجيل إصابات خطيرة بين القوات أو المهاجرين، مع إعادة المهاجرين إلى الخلف وتأمين السياج بالكامل. أكدتْ المصادر أن العملية شملت تعزيزات أمنية إضافية، مع استخدام كاميرات المراقبة والدوريات المتنقلة، رغم الظروف المناخية القاسية التي بلغتْ سرعة الرياح فيها 100 كم/ساعة، وهطول أمطار غزيرة تجاوزت 50 ملم في ساعات قليلة.

سياق الضغوط: استغلال الطقس القاسي من شبكات التهريب

تأتي هذه المحاولة ضمن سلسلة محاولات مستمرة للهجرة غير النظامية نحو سبتة ومليلية، حيث سجَّلَتْ السلطات المغربية إحباط أكثر من 45 ألف محاولة في 2025، مع ارتفاع ملحوظ في الشتاء بسبب استغلال شبكات التهريب للعواصف لتقليل الرؤية وتعطيل الدوريات. أكدتْ تقارير أمنية أن هذه الشبكات تُعَرِّضْ حياة المهاجرين للخطر مقابل مبالغ مالية، مُسْتَغِلَّةْ الظروف المناخية القاسية لـ"التسلل الجماعي"، كما حدث في محاولات سابقة في نوفمبر 2025 أدت إلى إصابات واعتقالات.

أشادتْ مصادر رسمية بـ"اليقظة الأمنية المتواصلة"، مُؤَكِّدَةْ أن التنسيق بين الأمن الوطني، الدرك الملكي، والقوات المساعدة مكَّنَ من حماية الحدود دون اختراق، رغم الضغوط الإقليمية المرتبطة بالهجرة من دول الساحل والصحراء بسبب النزاعات والجفاف. كما أن السياج التقني، المُعَزَّزْ بكاميرات حرارية وأجهزة استشعار منذ 2022، لعب دورًا حاسمًا في الكشف المبكر.

ردود الفعل: إشادة باليقظة.. ودعوات لمعالجة الأسباب الجذرية

أعربتْ جمعيات حقوقية مغربية عن "إشادتها" بالتدخل الذي حال دون كارثة إنسانية، مُطَالِبَةْ بـ"معالجة الأسباب الجذرية للهجرة" عبر برامج تنموية في دول المنشأ. في المقابل، أدانَتْ منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش "استغلال المهاجرين من الشبكات"، مُحَذِّرَةْ من مخاطر الطقس القاسي على حياتهم. على وسائل التواصل، انتشرتْ فيديوهات للعاصفة في الفنيدق، مع تعليقات تُشِيدْ بـ"الجهود الأمنية" في ظروف صعبة.

هذه العملية تُذَكِّرْ بأن الحدود المغربية-الإسبانية تبقى نقطة ساخنة للهجرة، مع يقظة أمنية مستمرة تواجه تحديات مناخية وإنسانية، في سياق ضغوط إقليمية متزايدة.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة