غراهام يحذر: بن سلمان "لن يعترف بإسرائيل" إلا إذا حقق "نتيجة أفضل للفلسطينيين".. وإلا "سيُقْتَلْ"

حذّر السيناتور الأمريكي الجمهوري ليندسي غراهام، في تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها خلال مؤتمر "جيروزاليم بوست" في واشنطن، من أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لن يتقدم بخطوة الاعتراف بإسرائيل إلا إذا تمكن من تحقيق "نتيجة أفضل للفلسطينيين"، معتبرًا أن مستقبله السياسي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بهذا الشرط. وقال غراهام حرفيًا: "لن يعترف محمد بن سلمان بإسرائيل حتى يحصل على نتيجة أفضل للفلسطينيين، وإلا سيُقْتَلْ.. هذه هي الحقيقة"، مُشِيرًاْ إلى أن أي اتفاق تطبيع سعودي-إسرائيلي برعاية الولايات المتحدة يجب أن يراعي تطلعات الفلسطينيين مع ضمان أمن إسرائيل في الوقت ذاته.

وأضاف غراهام، الذي يُعَدُّ من أبرز الداعمين لإسرائيل في الكونغرس، أن "المرونة الدبلوماسية ليست خضوعًا للإرهاب"، مُطَالِبًاْ بـ"حزمة سياسية وإنسانية تحسن وضع الفلسطينيين دون منح شرعية لحماس أو إضعاف قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها". وشدَّدْ على ضرورة "أسس أمنية حقيقية" لنجاح الاتفاق، تشمل تحييد "القوات التابعة لإيران في المنطقة"، مُؤَكِّدًاْ: "لا أمل في اتفاق سعودي-إسرائيلي ما لم يتم القضاء على حماس وحزب الله. حيّدوا التهديد، ثم يمكن التحدث بعقلانية".

سياق التصريحات: تأثير حرب غزة على التطبيع

جاءت كلمة غراهام في سياق مؤتمر "جيروزاليم بوست" السنوي، الذي يُرْكِزْ على السلام الإقليمي، بعد لقاءاته الأخيرة مع قادة سعوديين وإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكتوبر 2024، حيث دَعَاْ إلى إنهاء التطبيع السعودي-الإسرائيلي قبل نهاية 2024 لتجنب تعقيدات الانتخابات الأمريكية. ويُعَادُّ هذا التحذير تأثير حرب غزة (منذ 7 أكتوبر 2023) على المفاوضات، حيث أوقفت السعودية الخطوات نحو التطبيع، مُشْتَرِطَةْ وقفًا لإطلاق النار، إعادة الإعمار، و"مسارًا واضحًا نحو دولة فلسطينية"، كما أكدْتْ وزارة الخارجية السعودية في نوفمبر 2025.

في مقابلة مع CNN في أبريل 2024، أكد غراهام أن "السعودية والدول العربية الأخرى لن تُطَبِّعْ مع إسرائيل إذا رُؤِيَتْ كـ'رمي الفلسطينيين تحت العجلات'"، مُطَالِبًاْ بـ"حلول أمنية تضمن عدم تكرار 7 أكتوبر"، مع "كيان فلسطيني مستقل بضمانات أمنية لإسرائيل". وفي مقابلة مع JNS في ديسمبر 2025، شدَّدْ على أن "القضاء على حماس وحزب الله ضروري" قبل أي تطبيع، مُشِيرًاْ إلى أن "بن سلمان يريد نهاية الصراع العربي-الإسرائيلي لمصلحة السعودية الاقتصادية والسياسية".

ردود الفعل: إسرائيل تُرحِّبْ، الفلسطينيون يُطَالِبُونْ ضمانات

أثارت تصريحات غراهام ردود فعل متباينة؛ في إسرائيل، رحَّبْ نتنياهو بها كـ"دعم للأمن الإسرائيلي"، مُؤَكِّدًاْ أن "التطبيع مع السعودية يتطلب القضاء على التهديدات"، بينما أعرَبْ وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد عن "تفاؤل" بشرط "حل فلسطيني واقعي". أما في السعودية، أكدْتْ مصادر دبلوماسية أن "التطبيع مشروط بمسار واضح نحو دولة فلسطينية"، كما أكدْتْهَا وزارة الخارجية في نوفمبر 2025.

من جانب فلسطيني، رحَّبْ الرئيس محمود عباس بالتصريحات كـ"اعتراف بأن التطبيع يجب أن يشمل الفلسطينيين"، مُطَالِبًاْ بـ"دولة فلسطينية مستقلة"، بينما أعرَبْ مسؤول في حماس عن "رفض أي تطبيع دون وقف الاحتلال". في الولايات المتحدة، أيدْ غراهام ديمقراطيون مثل السناتور كريس كونز، مُشِيرِينْ إلى أن "الحل الثنائي الدولتين هو الطريق الوحيد للسلام"، رغم رفض حكومة نتنياهو له.

السياق الأوسع: تطبيع معلق بحرب غزة

يأتي تحذير غراهام بعد تعثر مفاوضات التطبيع السعودي-الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، حيث أوقفت السعودية الخطوات مُشْتَرِطَةْ وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار في غزة، و"مسارًا لا رجعة فيه نحو دولة فلسطينية". في أكتوبر 2024، زار غراهام السعودية ولقيَ بن سلمان، مُدْعِيًاْ إلى "إنهاء التطبيع قبل نهاية 2024"، لكن الحرب في غزة أدت إلى إعادة النظر، كما أكدْ غراهام في مقابلة مع CNN في أبريل 2024: "بدون معاهدة دفاعية أمريكية-سعودية، لن يعترف بن سلمان بإسرائيل، وجزء من الصفقة هو حل للمشكلة الفلسطينية".

في الختام، يُعَدُّ تحذير غراهام تذكيرًا بأن التطبيع السعودي-الإسرائيلي معلق بحل فلسطيني واقعي، وأن "الأمن الإسرائيلي يتطلب أكثر من قصف؛ يحتاج إلى سلام إقليمي شامل". مع اقتراب الانتخابات الأمريكية في 2026، يبقى السؤال: هل سيكون ترامب، الذي يُعَادُّ الضغط على إسرائيل، قادرًا على إنهاء الصفقة، أم سيظل الفلسطينيون "الورقة المعلقة" في المعادلة؟

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة