اقتحام مقر شركة الطيران "بلس ألترا" في مدريد واعتقال صديق زباتيرو في قضية غسيل أموال فنزويلية...

اقتحمت فرقة خاصة تابعة للشرطة الوطنية الإسبانية (UDEF) مقر شركة الطيران "بلس ألترا" (Plus Ultra) في مدريد واعتقال الرئيس التنفيذي خوليو مارتينيز (Julio Martínez)، الصديق المقرب لرئيس الحكومة الإسبانية الأسبق خوسيه لويس رودريغيز زباتيرو، في إطار تحقيق سري تُدْهِرْهُ المحكمة رقم 15 بمدريد حول غسيل أموال مرتبط بمديري الشركة مع مساهمين فنزويليين. شمل التفتيش المنازل وأجهزة الكمبيوتر، وسط تسريبات إعلامية تُشِيرْ إلى أن الاعتقال يُضَيِّقْ الخناق على زباتيرو نفسه، خاصة مع تقارير أمريكية حديثة عن تحقيق واشنطن في علاقاته بنظام نيكولاس مادورو، بينما تُعَدُّهْ مصادر إسبانية "حملة يمينية انتخابية" ضد رموز الحزب الاشتراكي (PSOE).

جاء الاقتحام ضمن عملية أوسع أشرفَتْ عليها النيابة العامة لمكافحة الفساد (Fiscalía Anticorrupción)، بعد شكوى مُقَدَّمَةْ في أكتوبر 2024، وتُحَقِّقْ في احتمال تحويل جزء من 53 مليون يورو من الإنقاذ الحكومي الذي حصلَتْ عليه الشركة في مارس 2021 أثناء جائحة كوفيد-19، إلى غسيل أموال فنزويلية عبر فرنسا وسويسرا وإسبانيا. اعتُقِلَْ مارتينيز، الرئيس والمؤسس المشارك للشركة، إلى جانب المدير التنفيذي روبيرتو روزيلي (Roberto Roselli)، وجَرْيََْ تفتيش في مقرات الشركة ومنازلهما لمصادرة وثائق مالية وكمبيوترات، في تحقيق مُصْنَّفْ سريًا لتجنب التسريبات.

الاتهامات: غسيل أموال فنزويلية عبر الإنقاذ الحكومي

تُرْكِزْ التحقيقات، التي أُعِيدْ فتحُها بعد إغلاق سابق بسبب خطأ إجرائي، على ما إذا كانت الإنقاذ الحكومي – الذي أثار جدلًا سياسيًا كبيرًا لأن الشركة تملك أقل من 0.1% من السوق الإسباني، وترتبط بعلاقات قوية مع فنزويلا وكوبا – قد استُخْدِمَتْ لسداد ديون مشبوهة مرتبطة بشبكة إجرامية فنزويلية تشمل مبيعات الذهب غير الشرعي وبرنامج CLAP للتوزيع الغذائي، وشركة النفط الحكومية PDVSA. أشارتْ النيابة إلى ثلاثة بيروفيين، اثنين فنزويليين، هولنديًا، ومحاميًا إسبانيًا كأعضاء في "منظمة إجرامية"، مع تعاون دولي مع فرنسا وسويسرا كشف تحويلات غير مبررة إلى حسابات خارجية.

في يوليو 2025، أعلنتْ المفوضية الأوروبية دراسة ما إذا كان الإنقاذ يتوافق مع معاهدات الاتحاد الأوروبي، بعد شكاوى من اليمين الإسباني (حزب الشعب) الذي يرى فيه "هبة للشيوعيين الفنزويليين".

زباتيرو في الميدان: صديق مارتينيز ووسيط مادورو

يُعَدُّ مارتينيز صديقًا مقربًا لزباتيرو (رئيس 2004-2011)، الذي سَاهَمْ في الحصول على الإنقاذ عبر اتصالاته بوزير النقل السابق جوزيه لويس أبالوس، كما كشفتْ تسجيلات 2024. زباتيرو، الذي يُعَدُّ وسيطًا رئيسيًا لمادورو في المفاوضات الفنزويلية، أنكَرْ أي تورط في مقابلة مع "ليبرتاد ديجيتال" اليوم، مُقُولًاْ: "لا يقلقني الأمر، ولا يُؤَثِّرْ عليَّ"، لكنه رفض التعليق على التحقيقات، مُحَافِظًاْ على صمته المعتاد في مثل هذه القضايا.

أما الإعلام الأمريكي، فقد تحدَّثْ مؤخرًا عن تحقيق محتمل لواشنطن في علاقات زباتيرو بمادورو، خاصة بعد تقارير "واشنطن بوست" في نوفمبر 2025 عن "وساطة مشبوهة" في صفقات نفطية، مما يُضِيفْ طبقة دولية للقضية.

ردود الفعل: حملة يمينية أم فضيحة حقيقية؟

أثارَ الاعتقال جدلًا سياسيًا حادًّا، حيث اعتَبَرَتْ مصادر إسبانية قريبة من PSOE أن "الإشارة إلى زباتيرو حملة ممنهجة" من اليمين (حزب الشعب PP) للنيل من رموز الاشتراكيين قبل الانتخابات المحلية في 2026، مُشِيرَةْ إلى أن التحقيق "مُسَيْسَسْ" للإضرار بسمعة الحكومة السابقة. في المقابل، رحَّبْتْ وسائل اليمين مثل "إل موندو" و"ألْسْبَانْيُولْ" بالاعتقال كـ"كشف لشبكة فساد تشمل الاشتراكيين"، مُلْهِمَةْ بـ"دور زباتيرو في الإنقاذ"، الذي كان يُنْظَرْ إليه كـ"هبة للشيوعيين الفنزويليين".

أما "بلس ألترا"، فقد أكدَتْ في بيانها تعاونها الكامل مع السلطات، مُؤَكِّدَةْ أن "رَحْلَاتُهَاْ تستمر كالمعتاد"، لكن التحقيقات ستستمر أسابيع، مع احتمال تورط آخرين في الشبكة، بما في ذلك محامٍ إسباني ومساهمين فنزويليين. في السياق الأمريكي، أشارتْ تقارير "واشنطن بوست" في نوفمبر 2025 إلى تحقيق محتمل في علاقات زباتيرو بمادورو، خاصة في صفقات نفطية، مما يُضِيفْ بعْدًا دوليًا للقضية.

في الختام، يُعَدُّ اعتقال مارتينيز قنبلة سياسية في إسبانيا، تُذَكِّرْ بفضائح الإنقاذات الحكومية أثناء كوفيد، وتُضَيِّقْ الخناق على زباتيرو وزباتيرو، وسط جدل حول ما إذا كانت "حملة يمينية" أم "كشفًا لفساد حقيقي". التحقيق سري، لكن التسريبات ستستمر، والانتخابات المحلية في 2026 قد تكون أول ضحية.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة