شهد شارع محمد البقال بحي جليز في مراكش، مساء الخميس 11 ديسمبر 2025، حادثة سير مروعة بطلها سائق سيارة تابعة لتطبيق "إندرايف"، أدت إلى إصابة سائحة أجنبية بكسر في قدمها، وإصابة زوجها على مستوى الرأس، في فصل آخر من فصول الصراع المتواصل بين سائقي النقل الذكي وسائقي سيارات الأجرة التقليدية. كشفت مصادر لـ"لينكد ما" أن الحادث وقع أثناء محاولة السائق إركاب الزوجين بعد مغادرتهما مطعمًا قريبًا، لكن محاصرة سيارته من قبل سائقي "الطاكسيات" أدت إلى محاولة هروب عنيفة انتهت بدهس السائحة وإصابة زوجها بعد سقوطه أرضًا.
وفقًا للمصادر، كان الزوجان ينتظران سيارة "إندرايف" للعودة إلى فندقهما في قلب المدينة العتيقة، عندما حاصرَتْ سيارة الأجرة سيارة "إندرايف"، مما أثارَ توترًا أدى إلى اندفاع السائق للهروب، فدَهَسْ السائحة (تبلغ 45 عامًا، جنسيتها غير محددة) وأسقطَ زوجها (50 عامًا) أرضًا، مُصِيبًاْ إياه بجروح في الرأس تتطلب تدخلًا جراحيًا. سارعتْ عناصر الوقاية المدنية، التابعة لولاية أمن مراكش، إلى نقل الإصابيين إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن طفيل، حيث أُعْلِنْ أن حالة السائحة "مستقرة" بعد علاج الكسر، بينما يُعَالَجْ الزوج في غرفة العناية المركزة بسبب الارتجاج والنزيف.
أفادتْ مصادر أمنية أن الشرطة القضائية فتحتْ تحقيقًا فوريًا بعد الإبلاغ عن ترقيم السيارة، لتحديد هوية السائق (مغربي الجنسية، في الثلاثينيات) وإيقافه، مع التركيز على تهم "تعريض أشخاص للخطر، الإيذاء العمدي، وعدم الامتثال لأوامر الشرطة". أكدْتْ المديرية العامة للأمن الوطني (DGSN) في بيانها أن "الأبحاث جارية لضمان العدالة"، مُطَالِبَةْ المواطنين بالإبلاغ عن أي حوادث مشابهة عبر الخط الساخن 19.
هذا الحادث ليس الأول من نوعه في مراكش، حيث شهدتْ المدينة صراعًا مستمرًا بين سائقي "إندرايف" و"الطاكسيات" منذ إطلاق التطبيقات الذكية في 2023، مما أدى إلى عشرات الحوادث والاعتداءات. في أكتوبر 2025، أسفرتْ محاصرة سيارة "إندرايف" في حي الحديقة عن إصابة سائقها بجروح خطيرة، بينما في يوليو 2024، أدتْ اشتباكات في المدينة العتيقة إلى توقيف 12 سائقًا أجرة، مُطَالِبِينْ بحظر التطبيقات لـ"المنافسة غير الشريفة". أعرَبْتْ نقابة سائقي الطاكسيات عن "استيائها" من "التهور"، مُطَالِبَةْ بـ"تنظيم السوق"، بينما دَعَتْ شركة "إندرايف" إلى "حوار وطني" لتجنب العنف، مُؤَكِّدَةْ أنها تُشْرِفْ على سائقيها عبر تطبيقات الرقابة.
أثارَ الحادث غضبًا على وسائل التواصل، حيث وصَفَهْ ناشطون بـ"فضيحة سياحية"، مُطَالِبِينْ بتعويضات فورية للزوجين وتشديد الرقابة على التطبيقات. في الوقت نفسه، أعرَبْتْ الجمعية المغربية لحماية السياحة عن "قلقها" من تأثير مثل هذه الحوادث على صورة مراكش كوجهة آمنة، مُطَالِبَةْ الحكومة بـ"حل جذري للصراع بين الطاكسيات والتطبيقات". التحقيق جارٍ، والسائحة والزوج في المستشفى، وسط أمل في أن يُنْهِيَ هذا الحادث الصراع قبل أن يتحول إلى مأساة أكبر.
