موجة أمراض شتوية تضرب المغرب: الأطباء يدعون للتلقيح والبقاء في المنزل عند الإصابة

تشهد جهات المملكة مع نهاية الخريف وبداية الشتاء ارتفاعاً ملحوظاً في الإصابات بالأمراض التنفسية الموسمية، وعلى رأسها الإنفلونزا ونزلات البرد، وسط عودة قوية للعدوى وتداخل واضح في الأعراض بين مختلف الفيروسات. هذا الوضع أعاد إلى الواجهة المخاوف المرتبطة بكوفيد-19، وطرح من جديد أهمية اللقاحات الموسمية وضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية الفردية، خصوصاً لدى الفئات الأكثر هشاشة.

ويرى الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن ارتفاع الإصابات خلال هذه الفترة أمر طبيعي في المغرب كما في باقي دول العالم، موضحاً أن انخفاض درجات الحرارة يدفع الناس إلى قضاء وقت أطول داخل أماكن مغلقة، ما يسهّل انتقال الفيروسات. كما أن الكائنات المجهرية تعيش لفترة أطول في الأجواء الباردة، بعكس الصيف الذي تحدّ حرارته المرتفعة من نشاطها.

ويؤكد حمضي أن الحالات المسجلة حالياً تتوزع بين نزلات برد بسيطة تتكرر عدة مرات في السنة وتقتصر على سيلان الأنف وإرهاق خفيف، وبين حالات إنفلونزا موسمية أشد حدة، ترتفع فيها الحرارة بشكل قوي وتظهر آلام المفاصل والعضلات والصداع والسعال، مع احتمال حدوث قيء أو إسهال. كما لفت إلى أن فيروس كورونا أصبح يميل بدوره إلى نمط موسمي يزداد انتشاره في البرد، رغم إمكانية تفشيه في أي وقت عند ظهور متحورات جديدة.

وأشار الخبير إلى أن التشابه الكبير بين الأعراض يجعل التشخيص الدقيق مرتبطاً بالتحاليل المخبرية، خصوصاً عند الحمى المرتفعة أو استمرار سيلان الأنف.

وفي ما يتعلق بالوقاية، شدد حمضي على ضرورة تلقي اللقاح السنوي للإنفلونزا بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، مثل الأشخاص فوق الستين، وذوي الأمراض المزمنة، ومرضى السرطان، والحوامل، والمصابين بالسمنة المفرطة. كما يمكن لبقية المواطنين الاستفادة من التلقيح، لكنه يظل أولوية قصوى للفئات الهشة.

واختتم بالقول إن التعامل مع هذه الموجة الموسمية يتطلب البقاء في المنزل عند ظهور الأعراض، وتجنب الاختلاط في العمل أو الدراسة، مع الحفاظ على نظافة اليدين والتدابير الوقائية الأساسية للحد من انتشار العدوى في ذروة الموسم الشتوي.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة