فاجعة وادي فزو: العدالة المجالية تغيب والأرواح تدفع الثمن... من المسؤول عن موت الأبرياء في تنغير؟
فاجعة وادي فزو: العدالة المجالية تغيب والأرواح تدفع الثمن... من المسؤول عن موت الأبرياء في تنغير؟
مرة أخرى، يفجع الرأي العام بخبر مأساوي قادم من الهامش، ومرة أخرى تُزهق الأرواح بصمت تحت العنوان ذاته: الإهمال. أربعة أشخاص لقوا مصرعهم بوادي فزو بإقليم تنغير، بعدما باغتتهم السيول أثناء محاولتهم عبور مقطع طرقي معروف بخطورته، في حادثة تعيد إلى الواجهة سؤال المسؤولية الغائبة قبل أن تفرض حضورها بعد الكارثة. الحديث عن “الأقدار” لم يعد مقنعًا، ولا كافيًا لتفسير تكرار هذا النوع من المآسي. فالوادي معروف، وخطورته ليست وليدة اللحظة، ومع ذلك ما تزال الطريق مفتوحة دون جسر أو قنطرة أو ممر آمن، وكأن العبور مغامرة مفروضة على السكان، بين حياة محتملة وموت متوقع. الأكثر إيلامًا أن التحذيرات الجوية تتكرر، والتنبيهات الرسمية لا تنقطع، لكن على مستوى التدبير الميداني لا شيء يتغير. لا تشوير كافٍ، لا حواجز تُغلق المقاطع الخطرة في الوقت المناسب، ولا حضور استباقي فعلي للسلطات. الجميع يتحرك بعد وقوع الفاجعة، حين يصبح التدخل مرادفًا لانتشال الجثث بدل إنقاذ الأرواح. سكان المناطق النائية يدفعون الثمن الأكبر، لأنهم ببساطة لا يملكون بدائل. طرق مهترئة، عزلة قاسية، ومسافات طويلة تجعل عبور الوادي خيارًا اضطراريًا، لا تهو…