ندرة قنينات الغاز 3 كجم في المغرب: أسر فقيرة تُعَانِيْ من ارتفاع الأسعار والبحث في المناطق البعيدة.. نائبة اشتراكية تُسَائِلْ الوزير
شهدت عدة مدن مغربية في الأسابيع الأخيرة ندرة ملحوظة في توافر قنينات غاز البوتان الصغيرة (3 كجم، المعروفة بـ"البوطا الصغيرة") في محلات التجارة القريبة، مما أثار قلقًا واسعًا لدى الأسر ذات الدخل المحدود التي تعتمد عليها للطهي اليومي، في ظل ارتفاع الأسعار المتتالي وغياب بدائل ميسورة. أفادت مصادر تجارية ومستهلكين بأن هذا النقص يُضَاعِفْ الأعباء، حيث يُجْبَرْ المواطنون على السفر إلى مناطق بعيدة أو اللجوء إلى القنينات الكبيرة (12 كجم) غير المناسبة للاستخدامات الخفيفة.
أسباب النقص: هامش ربح ضعيف ومخاطر نقل
أرجعت مصادر في قطاع التوزيع النقص إلى:
- هامش ربح محدود: يُبَاعْ الـ3 كجم بسعر 40 درهمًا (بعد زيادة 2.5 درهم في 2024)، مقابل 52 درهمًا للـ12 كجم، مما يجعل التجار يفضلون الأحجام الكبيرة للربح الأعلى.
- مخاطر النقل والتخزين: القنينات الصغيرة أكثر عرضة للتسرب في المساحات الضيقة للبقالات، مما يُثِيرْ مخاوف أمنية، ويزيد تكاليف التأمين واللوجستيك.
- زيادات الأسعار المتتالية: مع زيادة 10 دراهم سنويًا للـ12 كجم حتى 2026 (للوصول إلى 70 درهمًا)، يتوقع ارتفاعًا جديدًا في 2025، مما يُثِيرْ توترًا في السوق ويُقَلِّلْ الطلب على الصغيرة.
في السياق، أكدت جمعية موزعي الغاز السائل أن الزيادة الثانية (10 دراهم) لن تُطْبَقْ في يناير 2025، لكنها ستحدث لاحقًا، مع دعم سنوي يتجاوز 14 مليار درهم للغاز، يغطي 55% من التكلفة، لكنه لا يصل إلى الأسر الفقيرة بفعالية.
سؤال برلماني: نائبة اشتراكية تُطَالِبْ الوزير بتوضيحات
وجهت النائبة حياة لعرايش (فريق الاتحاد الاشتراكي)، يوم الخميس 4 ديسمبر 2025، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الصناعة والتجارة والطاقة والمعادن رياض مزوار، مُطَالِبَةْ بتوضيح أسباب النقص و"الإجراءات الحكومية لضمان التوافر المستمر". أكدت لعرايش أن الندرة تُجْبَرْ المواطنين على "البحث في مناطق بعيدة أو بدائل غير معتادة"، مُضَاعِفَةْ الأعباء اليومية، وتعكس "تحديات توزيع الغاز على المستوى المحلي"، خاصة في غياب توضيحات رسمية.
تأتي هذه الخطوة في سياق شكاوى متزايدة من الأسر الفقيرة، حيث يُعَدُّ الغاز البوتان (85% استهلاك 12 كجم) أساسيًا لـ70% من المنازل غير المتصلة بشبكة الغاز الطبيعي، ومع دعم سنوي 14-15 مليار درهم، يُطَالِبْ النقاد باستهداف أفضل للفئات الهشة عبر السجل الاجتماعي الموحد (4.2 مليون أسرة مستفيدة من أمو تضامن).
