مايكل بَري، المستثمر الذي توقّع أزمة 2008 يحذّر من فقاعة الذكاء الاصطناعي

في خطوة جديدة تعيد إلى الأذهان توقعاته الدقيقة لأزمة الرهون العقارية عام 2008، أطلق المستثمر الأميركي الشهير مايكل بَري تحذيرًا لافتًا من الارتفاع المبالغ فيه في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، وفي مقدّمتها NVIDIA وPalantir.

وكشفت الإيداعات التنظيمية الأخيرة لصندوقه الاستثماري Scion Asset Management عن قيام بَري برهانات ضخمة ضد الشركتين عبر صفقات شورت تجاوزت قيمتها مليار دولار — منها نحو 912 مليون دولار على Palantir وقرابة 187 مليون دولار على NVIDIA. وتشكل هذه المراكز ما يقارب 80٪ من محفظة الصندوق، ما يعكس قناعة راسخة لديه بأن تقييمات أسهم الذكاء الاصطناعي قد وصلت إلى مستويات غير واقعية.

ورغم الأداء المالي القوي لـPalantir، التي حققت إيرادات بلغت 1.18 مليار دولار في الربع الأخير بزيادة سنوية قدرها 63٪، ورفعت توقعاتها لعام 2025 إلى 4.4 مليار دولار، إلا أن أسهمها تراجعت بنسبة تتراوح بين 4 و7٪ بعد الإغلاق، وسط تصاعد المخاوف من فقاعة جديدة في سوق التكنولوجيا.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، نشر بَري رسوماً بيانية تُظهر تشابهاً كبيراً بين الطفرة الحالية في الذكاء الاصطناعي وفقاعة الإنترنت عام 2000، في إشارة منه إلى أن الإنفاق المفرط والحماس الاستثماري قد يتكرران من جديد.

الرسالة واضحة:
يرى بَري أن الأسواق مدفوعة اليوم بالعاطفة أكثر من المنطق، وأن على المستثمرين حول العالم توخي الحذر. فالتاريخ، كما يقول، يُذكّرنا بأن عندما يطغى التفاؤل، يكون الخطر أقرب مما نظن.

بكلماته وتحركاته، يُعيد مايكل بَري إحياء دروس 2008: حتى أكثر الثورات التقنية بريقاً تحتاج إلى جرعة من الواقعية والعقلانية.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة