الحياد الغائب: دعوة الجزائر للوساطة في نزاع الصحراء تثير الجدل حول "النوايا الحقيقية"
الحياد الغائب: دعوة الجزائر للوساطة في نزاع الصحراء تثير الجدل حول "النوايا الحقيقية" المراقبون: كيف لدولة توفر المأوى والسلاح للبوليساريو أن تطالب بدور الوسيط المحايد؟ أثارت التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف ، التي أعلن فيها استعداد بلاده للعب دور الوسيط بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، تساؤلات حادة حول حقيقة النوايا الجزائرية في نزاع الصحراء المغربية. ورغم أن فكرة الوساطة قد تبدو مبادرة سلمية، إلا أنها سرعان ما تصطدم بالواقع، وهو غياب الحياد الذي يُعد شرطًا أساسيًا لا غنى عنه لنجاح أي عملية وساطة دولية. تناقض الدور والواقع يبرز التناقض الواضح بين الدور الذي تطالب به الجزائر ورصيدها الفعلي في هذا النزاع. فالوساطة الناجحة تقوم على شرطين أساسيين مفقودين في الحالة الجزائرية: الثقة الكاملة من الأطراف المتنازعة. الحياد التام الذي يفرض الوقوف على مسافة واحدة من الجميع. ومنذ عقود، أظهرت الجزائر دعمًا صريحًا ومستمرًا لجبهة البوليساريو على مستويات متعددة، بما في ذلك: الدعم اللوجستي والإيوائي: باحتضان مخيمات تندوف ومنح الجبهة قاعدة خلفية سياسية وعسكرية. الدعم المالي والعسكري: الذي مكّن البوليساريو من مواصلة مواقفها المتصلبة. الاحتضان السياسي والدبلوماسي: بجعل ال…