تسريبات المهداوي… زلزال يهزّ الصحافة المغربية ويفضح مشروع الهيمنة على المهنة
تسريبات المهداوي… زلزال يهزّ الصحافة المغربية ويفضح مشروع الهيمنة على المهنة
تستمر تسريبات الصحافي حميد المهداوي في زلزال الوسط الصحافي المغربي بقوة غير مسبوقة، كاشفةً ما تراكم في الظل لسنوات طويلة من اختلالات بنيوية، وتجاوزات أخلاقية، وممارسات تسيء للمهنة وتحتقر أهلها، وتعرّي وجوهاً قدمت نفسها كـ«حماة للتنظيم الذاتي»، فإذا بها تشتغل بمنطق تصفوي لا يمت بصلة لقيم المهنية، ولا يليق حتى بتسيير مؤسسات هامشية، فما بالك بهيئات مكلفة بصيانة شرف المهنة وأخلاقياتها. لقد عاش الصحافيون المغاربة طويلاً تحت وطأة خيبات متلاحقة، سببها من استحوذوا على مواقع القرار داخل القطاع، سواء من السياسيين الذين دخلوا المشهد الإعلامي بلا تكوين ولا تجربة، أو من المستفيدين من الريع والتعيينات الذين قفزوا فوق السلالم المهنية قفزاً، قبل أن يأتي يوم ينكشف فيه المستور مع أول اختبار أخلاقي جدي. ولا تكمن الفضيحة في جملة أو سلوك عابر، بل في العقلية التي فضحتها التسجيلات: عقلية ترى الصحافي «ملفاً» يجب تدجينه، لا صوتاً مستقلاً يؤدي دوراً مركزياً في أي حياة ديمقراطية. وإذا كانت هذه هي اللغة المتداولة داخل لجنة يفترض أنها خط الدفاع الأول عن سمعة الصحافة، فكيف تبدو إذن كواليس المؤسسات الأخرى؟ وأي مستقبل…