مأساة إنسانية في ترامواي الرباط: رضيع يفارق الحياة بعد ولادته في العربة إثر "رفض مستشفى" استقبال الأم

غضب شعبي يطالب بمحاسبة المسؤولين ويُسلط الضوء على هشاشة منظومة التوليد بالمستشفيات

أثارت واقعة وفاة رضيع ولد داخل ترامواي الرباط-سلا، أول أمس الأربعاء، موجة استنكار واسعة في صفوف الرأي العام الوطني. وتأتي هذه الموجة بعد تداول تقارير تشير إلى رفض مستشفى مولاي عبد الله بسلا استقبال والدة الرضيع، مما أجبرها على ولادة طفلها في ظروف صعبة وغير طبيعية وسط عربة الترامواي، وهي في طريقها إلى أحد مستشفيات الرباط.

هشاشة المنظومة الصحية وخطورة "لوائح الاستقبال"

سلطت هذه الحادثة الضوء، مرة أخرى، على هشاشة المنظومة الصحية، وخصوصاً النقص الحاد في أطر التوليد المؤهلة، الأمر الذي يدفع بعض المستشفيات إلى تقييد حجم استقبال النساء الحوامل، وعدم تسجيل الحالات الطارئة في لوائح الاستقبال.

وفي تعليقات متفرقة، اعتبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هذه الممارسات دليلاً على إخفاق وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في توفير الحد الأدنى من الإمكانيات لضمان ولادة آمنة، محملين إياها المسؤولية المباشرة عن هذا الخصاص الذي يهدد حياة النساء والأطفال.

تحقيق داخلي لا يهدئ الغضب

رغم إعلان إدارة مستشفى مولاي عبد الله فتح تحقيق داخلي لمعرفة ملابسات القضية، مشددة على أن رفض استقبال المرأة كان بسبب عدم تسجيل اسمها في لائحة المستشفى، إلا أن هذه المبررات لم تخفف من غضب الرأي العام. وطالب النشطاء بضرورة مراجعة الإجراءات التنظيمية لضمان التعامل مع الحالات الطارئة بشكل سريع وفعال، دون ترك حياة النساء والأطفال في مهب المخاطر.

تفاصيل الولادة الصادمة

وحول تفاصيل الحادث، كانت السيدة الحامل برفقة أحد أفراد أسرتها عندما شعرت فجأة بآلام المخاض، مما خلق حالة من التوتر والارتباك بين الركاب وطاقم الترامواي. ورغم محاولتها الوصول إلى مستشفى مولاي يوسف بالرباط، فقد سبق المخاض كل الترتيبات، ليتم ولادة الطفل وسط العربة، في مشهد صادم أثار مزيجاً من التعاطف والحزن بين الركاب.

أعادت هذه المأساة طرح أسئلة حقيقية حول مدى استعداد المستشفيات للتعامل مع الحالات الطارئة، وضرورة تعزيز الموارد البشرية والتجهيزات الطبية، وضمان توافر طبيبات وقابلات متخصصات، بما يواكب الطلب المتزايد على خدمات الولادة.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة