استثمار أمريكي ضخم بثمانية مليارات درهم لإطلاق أول وحدة لإنتاج البوليسيلسيوم في طانطان

أعلنت شركة GPM Holding الأمريكية عن إطلاق وحدة صناعية كبرى بمدينة طانطان مخصصة لإنتاج مادة البوليسيلسيوم المستخدمة في صناعة الألواح الشمسية، ضمن مشروع استثماري ضخم تبلغ قيمته ثمانية مليارات درهم، في خطوة تعزز موقع المغرب على خريطة الصناعات الطاقية المتقدمة.

وتم يوم أمس السبت التوقيع الرسمي على اتفاقية الاستثمار بين الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، والرئيس المدير العام للشركة، فيليب جينكينز، بحضور مسؤولين محليين وجهويين، في حدث اعتُبر من أبرز المشاريع الصناعية التي تستقطبها الجهة خلال السنوات الأخيرة.

ويُرتقب أن يساهم هذا المشروع في رفع قدرات المغرب الصناعية في مجال تصنيع مكونات الطاقة الشمسية، عبر وحدة بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 30 ألف طن من مادة البوليسيلسيوم، مع تخصيص 85% من الإنتاج للتصدير نحو الأسواق الدولية. كما سيتيح المشروع خلق 1500 فرصة عمل مباشرة وأكثر من 2000 فرصة غير مباشرة، مما سيمنح دفعة قوية للتشغيل والتنمية الاقتصادية بالمنطقة.

ويأتي هذا الاستثمار ضمن الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى تعزيز الطاقات المتجددة وتوسيع قاعدة الصناعات المرتبطة بالتحول الطاقي، كما يعكس قدرة المغرب على جذب مشاريع ذات قيمة مضافة عالية في التكنولوجيا النظيفة والصناعة المتقدمة.

وبالتزامن مع توقيع الاتفاقية، تمت المصادقة على بروتوكول تعاون مؤسساتي بين الوزارة، وولاية جهة كلميم–واد نون، وعمالة إقليم طانطان، وشركة GPM Holding، بهدف مواكبة المشروع إقليميًا، وضمان اندماج الاقتصاد المحلي في منظومته الصناعية. ويركز البروتوكول أيضًا على تأهيل الكفاءات المحلية بالتعاون مع مؤسسات التكوين، بما يضمن توفير يد عاملة مؤهلة لتشغيل الوحدة الصناعية وفق المعايير الحديثة.

وأشارت الوزارة إلى أن هذا المشروع ينسجم مع التوجيهات الملكية الرامية إلى دعم الاستثمارات المنتجة بالأقاليم الجنوبية، وتعزيز التشغيل، وتقليص الفوارق الترابية، بما يسهم في دينامية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ويمثل هذا الاستثمار نموذجًا ناجحًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص، ورسالة واضحة للمستثمرين الدوليين مفادها أن المغرب بات وجهة واعدة للمشاريع الصناعية الاستراتيجية. كما يشكل خطوة إضافية نحو تعزيز موقع المملكة في سلاسل القيمة العالمية للطاقة الشمسية، وترسيخ توجهها نحو اقتصاد أخضر مستدام يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة وتطوير الكفاءات المحلية.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة