عاصفة شمسية تُهدد إيربص EASA :A320 تُصدر توجيهًا طارئًا.. دول تُجري فحوصات وإلغاءات رحلات

أعلنت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA) يوم الجمعة 28 نوفمبر 2025، إصدار توجيه طارئ لسلامة الطيران يفرض فحوصات وتحديثات برمجية فورية على أسطول طائرات إيرباص A320 العالمي (بما في ذلك A318، A319، A321)، بعد حادث هبوط عنيف كشف عن ثغرة خطيرة ناتجة عن تداخل إشعاع شمسي قوي. أدى ذلك إلى إجراءات عالمية سريعة، مع إلغاء عشرات الرحلات وتأخيرات، فيما أكدت دول مثل الإمارات، السعودية، الهند، مصر، الولايات المتحدة، واليابان التزامها بالفحوصات دون تأثير كبير على الجدولة.

أصل الأزمة: هبوط مفاجئ يُفضح الثغرة الشمسية

بدأت الحادثة في 30 أكتوبر 2025، عندما تعرضت طائرة JetBlue A320-232 (رحلة B6-1230 من كانكون إلى نيوارك) لهبوط غير متعمد بسرعة 15 ألف قدم في الدقيقة، مفقدة 2,800 قدم (850 مترًا) في 4-5 ثوانٍ فقط، أثناء عبور عاصفة شمسية شديدة (فئة G4، أقوى العواصف في الدورة الشمسية الحالية). أدى الإشعاع الشمسي – جسيمات مشحونة عالية الطاقة – إلى فساد بيانات ذاكرة EEPROM في حاسوب التحكم بالمصاعد والجنيحات (ELAC B L104)، مما أرسل أوامر خاطئة تُعرّض الطائرة للانهيار الهيكلي. أسفر الهبوط الاضطراري عن إصابات طفيفة، لكن التحقيقات كشفت أن الثغرة قد تُهدد آلاف الطائرات، خاصة في "الطيران بالأسلاك" (fly-by-wire).

أصدرت EASA توجيهًا طارئًا يطالب باستبدال أو تحديث الوحدات المعيبة قبل أي رحلة تجارية، مع السماح برحلات نقل فارغة (ferry flights) للوصول إلى المراكز الصيانية. أثر ذلك على حوالي 6,000 طائرة عالميًا – نصف أسطول إيرباص – لكن معظمها عاد للخدمة خلال ساعات بعد التحديث.

ردود الدول: فحوصات فورية وإجراءات احترازية

اندفعت شركات الطيران والسلطات للتنفيذ، مع تأثيرات متفاوتة:

  • الإمارات: أكدت الهيئة العامة للطيران المدني (GCAA) أن جميع مشغلي A320 بدأوا الفحوصات، مع متابعة مباشرة لـEASA، دون تأثير على حركة الطيران في مطارات دبي وأبوظبي.
  • السعودية: أعلنت هيئة الطيران المدني (GACA) خضوع طائرات A320 المسجلة للفحوصات الاحترازية، مؤكدة الالتزام الكامل بلوائح السلامة كأولوية قصوى، دون إلغاءات.
  • الهند: أكملت هيئة الطيران المدني الهندية (DGCA) تحديثات برمجية لأكثر من نصف الأسطول (338 طائرة)، مع تأخيرات طفيفة (60-90 دقيقة) ودون إلغاء رحلات.
  • مصر: شكلت مصر للطيران فريقًا متخصصًا لتنفيذ التحديثات من إيرباص، مع تقييم تأثيرها على الجدولة، وتأكيد الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
  • الولايات المتحدة: أعدت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) توجيهًا مشابهًا، مُلزمًا الشركات مثل JetBlue بتحديث الطائرات قبل الإقلاع، مع التركيز على السلامة أثناء الذروة الشمسية في 2025.
  • اليابان: أجبرت شركة أول نيبون الجوية (ANA) على إلغاء 65 رحلة محلية يوم السبت، بسبب الحاجة لفحوصات طويلة، فيما أكملت شركات أخرى التحديثات بسرعة.

السياق العلمي: عاصفة شمسية في ذروة الدورة

حدثت الحادثة أثناء ذروة الدورة الشمسية الحادية عشر (2024-2025)، حيث تزداد العواصف الشمسية (solar flares) شدة، مُسببة اضطرابات في الاتصالات والأنظمة الإلكترونية. أكدت إيرباص أن الإشعاع "الشديد" يُفسد البيانات الحرجة في التحكم بالطائرة، مما يُهدد السلامة الهيكلية. يُعد هذا التوجيه الأول من نوعه يربط بين النشاط الشمسي والسلامة الجوية، ويُشير إلى حاجة لتحديثات مستقبلية لمواجهة الذروة الشمسية في 2025.

معظم الطائرات عادت للخدمة خلال 24 ساعة، لكن الوكالة الأوروبية تُتابع التحقيقات لتجنب تكرار، فيما تُؤكد إيرباص أن "السلامة أولويتنا الأولى". هذه الأزمة تُذكّر بأهمية الرقابة الجوية في عصر النشاط الشمسي المتزايد.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة