هجوم مروع على شاطئ بوندي في سيدني: 12 قتيلاً و29 جريحًا في احتفال حانوكا...

شهد شاطئ بوندي الشهير في سيدني، مساء الأحد 14 ديسمبر 2025، هجومًا إرهابيًا مروعًا استهدف احتفالًا بعيد الأنوار اليهودي "حانوكا" (الليلة الأولى)، أسفر عن مقتل 12 شخصًا (بينهم أحد المهاجمين) وإصابة 29 آخرين (بينهم شرطيان)، في أعنف هجوم مسلح تشهده أستراليا منذ مذبحة بورت آرثر عام 1996. أعلنت شرطة نيو ساوث ويلز الحادث "عملًا إرهابيًا"، مع قتل مهاجم واحد واعتقال آخر في حالة حرجة، وسط استنفار أمني واسع وإدانات دولية حادة.

تفاصيل الهجوم: إطلاق نار من جسر على حشد يزيد عن ألف شخص

وقع الهجوم حوالي الساعة 6:45 مساءً (بتوقيت سيدني) في حديقة أرشر بارك قرب شاطئ بوندي، أثناء فعالية "حانوكا على البحر" (Chanukah by the Sea) التي نظمها مركز شاباد اليهودي، وحضرها مئات الأشخاص لإيقاد الشمعدان الكبير وأنشطة عائلية. ترجل مهاجمان من سيارة فضية اللون متوقفة قرب جسر، وبدآ إطلاق النار مباشرة على الحشد من جسر علوي، مما أثار فوضى وهلعًا، مع فرار المئات نحو الشاطئ أو الشوارع المجاورة.

ساهم مدني شجاع في تحييد أحد المهاجمين بمصارعته وسلب سلاحه، كما أظهرت فيديوهات متداولة، بينما قتلت الشرطة المهاجم الآخر. أُصيب شرطيان أثناء التصدي، ونُقل الجرحى إلى مستشفيات سيدني، بينهم حالات حرجة. أكدت الشرطة العثور على "أجهزة مشبوهة" في سيارة المهاجمين، تم تفكيكها بواسطة فرق المتفجرات.

التحقيق: هجوم مستهدف.. ومشتبه به معروف للأمن

حددت الشرطة هوية أحد المهاجمين بـنافيد أكرم من منطقة بونيريغ جنوب غرب سيدني، وكان معروفًا لجهاز الاستخبارات الأسترالي (ASIO) لكن "غير مصنف كتهديد فوري". المهاجم الثاني في حالة حرجة، واعتُقل شخصان آخران مرتبطان بالقضية. يركز التحقيق على دوافع معادية الصهاينة، خاصة مع تزايد الحوادث المعادية لليهود في أستراليا منذ حرب غزة، حيث سجلت أكثر من 2000 حادثة في 2024-2025.

ردود الفعل: إدانات دولية وغضب يهودي

  • رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز: "هجوم شرير معادٍ للسامية يضرب قلب أمتنا"، ودعا إلى الوحدة ضد الكراهية.
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: اتهم ألبانيز بـ"عدم فعل شيء لوقف انتشار معاداة السامية أثناء حرب غزة".
  • الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: "إرهابيون أشرار هاجموا يهودًا يحتفلون بحانوكا".
  • ملك بريطانيا تشارلز الثالث: "مروع ومؤلم، الروح الأسترالية ستتغلب على الظلام".
  • زعماء آخرون: إدانات من ماكرون، ميرز، مودي، وكريسترسون، مع تأكيد مكافحة معاداة السامية.

أعلنت الجالية اليهودية في سيدني (حوالي 50 ألفًا) حالة حداد، مع إلغاء احتفالات حانوكا، وأكدت منظمات يهودية أن الهجوم "يُجسد أسوأ مخاوفنا".

السياق: أعنف هجوم منذ عقود.. 

يُعد الهجوم الأعنف في أستراليا منذ مذبحة بورت آرثر (35 قتيلاً، 1996)، التي أدت إلى تشديد قوانين السلاح. يأتي وسط ارتفاع معاداة الصهاينة بنسبة 300% منذ أكتوبر 2023، مع حرق كنس وهجمات على يهود. الشرطة شددت الحراسة حول الكنس والمدارس اليهودية في سيدني وملبورن.

في الختام، يُمثل هجوم بوندي صدمة لأستراليا المعروفة بتعدديتها، مُذكرًا بتأثير التوترات الدولية محليًا، وسط دعوات للوحدة ضد الكراهية. التحقيق مستمر، والأمة في حداد.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة