شهدت ولاية أواكساكا، جنوب المكسيك، حادثًا سككيًا مأساويًا، مساء أمس الأحد، إثر خروج قطار عن سكته بمنطقة نيزاندا، ما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 13 شخصًا وإصابة 98 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وفق حصيلة أولية أعلنتها السلطات المحلية.
وأفادت المصادر الرسمية أن القاطرة الرئيسية للقطار خرجت عن السكة في ظروف لا تزال قيد التحقيق، ما تسبب في انقلاب عدد من العربات وإصابة عشرات الركاب. وقد جرى نقل المصابين على وجه السرعة إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاجات الضرورية، فيما وُضعت بعض الحالات الحرجة تحت المراقبة الطبية المشددة.
وفي أعقاب الحادث، أعلنت المدعية العامة للمكسيك، إرنستينا غودوي، عن فتح تحقيق شامل من طرف مكتب المدعي العام للجمهورية، بمشاركة عناصر من النيابة الفدرالية، وخبراء تقنيين، وأفراد من الوكالة الجنائية للتحقيق، وذلك بتنسيق مع السلطات الفدرالية والولائية، قصد تحديد الأسباب الدقيقة للحادث والمسؤوليات المحتملة.
ووقع الحادث على خط سككي يمتد لمسافة 212 كيلومترًا، يربط بين ولايتي فيراكروز وسالينا كروز، وهو خط يندرج ضمن مشروع بنية تحتية استراتيجي تسعى من خلاله الحكومة المكسيكية إلى تعزيز التجارة الدولية.
ويُعد هذا الخط جزءًا من “الممر العابر لبرزخ تيهوانتيبيك”، الذي يهدف إلى ربط المحيط الهادئ بالمحيط الأطلسي عبر أقصر نقطة جغرافية في البلاد، في إطار مسعى لمنافسة قناة بنما وتسهيل حركة البضائع بين آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة وأوروبا.
وتعيد هذه الفاجعة إلى الواجهة تساؤلات حول معايير السلامة في مشاريع البنية التحتية الكبرى، خاصة تلك المرتبطة بالنقل السككي، في وقت تتجه فيه المكسيك إلى تعزيز موقعها كمحور لوجستي إقليمي ودولي.
