نذار في بريطانيا: تفشٍّ غير مسبوق للإنفلونزا يهدد البلاد منذ جائحة كوفيد-19

حذَّرتْ هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في بريطانيا، يوم الجمعة 12 ديسمبر 2025، من "تفشي غير مسبوق للإنفلونزا" يُمَثِّلْ "أسوأ أزمة شتاء منذ جائحة كوفيد-19"، في وقت يستعد فيه الأطباء المقيمون (المعروفون سابقًا بـ"الأطباء المتدربين") لإضراب يستمر 5 أيام قبل عيد الميلاد، مما قد يُفْقِدْ الخدمة الصحية قدرتها على الاستجابة. دعا وزير الصحة ويس ستريتينغ الأطباء إلى إلغاء الإضراب، مُؤَكِّدًاْ أن NHS "في وضع بالغ الخطورة"، مع ارتفاع حالات الإنفلونزا بنسبة 55% في أسبوع واحد، وبلغ متوسط الدخول اليومية إلى المستشفيات 2,660 مريضًا الأسبوع الماضي – أعلى مستوى لمثل هذه الفترة من السنة.

التفشي "غير المسبوق": 2,660 دخول يوميًا.. وأعلى مستويات في تاريخ الشتاء

وصفتْ المديرة الطبية لـNHS، ميغانا بانديت، الوضع بأنه "سيناريو أسوأ حال"، مع ارتفاع الحالات بنسبة 55% في أسبوع واحد، وبلغ متوسط الدخول اليومية 2,660 مريضًا، وهو ما يُعَادِلْ "ثلاثة مستشفيات كاملة مليئة بمرضى الإنفلونزا". يُعَزَىْ الانتشار السريع إلى سلالة "سوبر إنفلونزا" (H3N2) متغيرة، بالإضافة إلى فيروسات RSV وكوفيد، مما يُثْقِلْ كاهل الطوارئ والإسعافات، حيث بلغَ عدد الحالات في غرف العناية المركزة 106 الأسبوع الماضي، ارتفاعًا من 69 الأسبوع السابق.

أصدرَتْ NHS تحذيرًا عاجلًا بالتطعيم، مُشِيرَةْ إلى أن 18 من كل 100,000 شخصًا يستشيرون الأطباء بأعراض إنفلونزا، وهو أعلى مستوى للفترة، لكن أقل من ذروة 2017/2018 (50 لكل 100,000). ومع ذلك، يُتَوَقَّعْ ارتفاعًا إضافيًا، مع انخفاض التطعيم بين الحوامل (35.6%) والأطفال (41.5% لمن هم تحت 2 سنة)، مقابل 71.7% لمن هم فوق 65 عامًا.

إضراب الأطباء المقيمين: الـ14 منذ مارس 2023.. ودعوة للإلغاء قبل عيد الميلاد

يُقْرَبْ الإضراب المقرر من 17 إلى 22 ديسمبر (5 أيام) – الـ14 منذ مارس 2023 – من الإطلاق، إذا لم يُقْبَلْ عرض الحكومة، في نزاع يدور حول الرواتب والتدريب. يطالب الجمعية الطبية البريطانية (BMA)، التي تمثل 40 ألف طبيب مقيم، بزيادة إضافية 26% لتعويض التضخم، رغم زيادة 28.9% في الثلاث سنوات الماضية، بينما ترفض الحكومة التنازل عن الرواتب، مُقْدِمَةْ أولوية في التدريب للأطباء البريطانيين (2,000 وظيفة إضافية) وتغطية تكاليف التدريب.

دعا ستريتينغ الأطباء إلى "قبول العرض" في مقابلة مع "ذا تايمز"، مُصِفًاْ الإضراب بـ"غير مسؤول" و"محسوب ليُؤْلِمْ في أسوأ وقت"، بينما أطلقتْ أكاديمية الكليات الطبية الملكية استطلاع رأي ينتهي الاثنين، مُطَالِبَةْ بـ"إلغاء الإضراب لأسباب أمنية". أكدْ رئيس NHS إنجلترا، جيم ماكي، أن الإضراب "قاسٍ ومُحَاسَبْ"، وسط مخاوف من "انهيار الخدمة" إذا وقَعْ، خاصة مع ارتفاع الطلب على الطوارئ بنسبة 20%.

التحدي السياسي لستارمر: أزمة عميقة في NHS

يُعَدُّ هذا الوضع تحديًا سياسيًا رئيسيًا لحكومة رئيس الوزراء كير ستارمر العمالية، التي وعدَتْ بإصلاح NHS منذ توليها في يوليو 2024، لكنها تواجه فترات انتظار طويلة (أكثر من 7 ملايين للعمليات غير الطارئة) ونقصًا في الكوادر (120 ألف وظيفة شاغرة). أكدَ ستارمر أنه "قلق جدًا"، مُطَالِبًاْ الأطباء بـ"رفض الإضراب لأسباب أخلاقية"، وسط انتقادات من نقابة الأطباء لـ"استخدام الفيروسات كذريعة للضغط".

في الختام، يُعَدُّ هذا "الإنفلونزا المزدوج" (مع الإضراب) "قطعة جينجا" قد تُسْقِطْ NHS، كما وصَفَهْ ستريتينغ، وسط مطالب بـ"إعادة ارتداء الأقنعة" وتعزيز التطعيم. الاستطلاع ينتهي الاثنين، والأمل في إلغاء الإضراب قبل 17 ديسمبر، لكن الضغط يتزايد، وNHS تُحَارِبْ للبقاء.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة