السياحة المغربية في 2025: 16 مليون سائح في 10 أشهر وتوقعات الوصول لـ 20 مليون مع كأس أمم أفريقيا...

شهد القطاع السياحي المغربي طفرة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بإنجازات المنتخب الوطني في مونديال قطر 2022، توسع الخطوط الجوية، وتنويع العروض السياحية، مما جعل المملكة وجهة مفضلة عالميًا. وفقًا للخبير السياحي زبير بوحوث في تصريح لـ"لينكد ما" (نوفمبر 2025)، استقبلت المغرب 16.6 مليون سائح حتى نهاية أكتوبر 2025، محققًا نموًا بنسبة 14% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، مع مداخيل تجاوزت 100 مليار درهم في العملة الصعبة حتى سبتمبر (زيادة 15%). وتُتَوَقَّعُ الوصول إلى 20.5 مليون زائر بنهاية ديسمبر، مع عائدات تصل إلى 130 مليار درهم، مما يعزز مساهمة القطاع في الناتج المحلي بنسبة 7-8%.

جذور النمو: من قطر 2022 إلى الانفتاح بعد الجائحة

بدأ الزخم مع مسار "أسود الأطلس" التاريخي في قطر، الذي رفع عمليات البحث عن المغرب من 500 ألف سنويًا إلى 13 مليون في شهر واحد، مما يعادل عقودًا من الترويج. أدى ذلك إلى 15.4 مليون زائر في 2023، ثم 17.4 مليون في 2024، مدعومًا بـ:

  • توسع الربط الجوي (أكثر من 100 شركة جوية، 150 وجهة).
  • تحسين البنية التحتية (مطارات، فنادق، طرق).
  • تنويع العروض: سياحة ثقافية، طبيعية، رياضية، ومؤتمرات.

في الأشهر العشرة الأولى من 2025، بلغت الزيادة 14%، مع تركيز على الأسواق الأوروبية (فرنسا، إسبانيا، إيطاليا) والأمريكية، حيث ساهمت الجالية المغربية في 30% من الزوار.

كأس أمم أفريقيا 2025: دافع تسريعي للسياحة الرياضية

تُعَدُّ بطولة كأس أمم أفريقيا (CAN 2025)، المقررة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026 في 6 مدن (الرباط، الدار البيضاء، مراكش، فاس، طنجة، أكادير) و9 ملاعب، عاملاً حاسمًا للنمو، حيث تشارك 24 منتخبًا تمثل أكثر من مليار نسمة. تُتَوَقَّعُ:

  • 517 ألف إلى مليون مشجع إفريقي: بمعدل إقامة 10 أيام وإنفاق يومي 600-800 درهم، مردود اقتصادي هائل.
  • 200 ألف زائر أوروبي ودولي: من الجالية المغربية (فرنسا، إسبانيا، بلجيكا، إيطاليا، بريطانيا)، بقدرة إنفاق عالية، خاصة خلال الأعياد والنهائيات.
  • زوار من دول ذات دخل مرتفع: جنوب أفريقيا، بوتسوانا، الغابون، غينيا الاستوائية، يضيفون قيمة إضافية.

أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة حملة ترويجية متكاملة، تشمل رحلات تعريفية لمهنيين أفارقة (2-6 أبريل 2025)، ورش عمل، وشراكات مع الجامعة الملكية لكرة القدم، لتحويل البطولة إلى منصة عالمية تُبْرِزْ الثقافة والتنوع المغربي. تُشَارِكْ فيها أسواق إفريقية كثيفة الجماهيرية وأوروبية تقليدية، مع تسهيلات مثل تصريح السفر الإلكتروني (AEVM) وبطاقة المشجع (Fan ID) من 25 سبتمبر 2025 إلى 25 يناير 2026 لمواطني 8 دول أفريقية، عبر تطبيق "يلا" (YALLA).

الآثار الاقتصادية: أثر مستدام يتجاوز الشهرين

تُتَوَقَّعُ زيادة بنسبة 20-25% في التدفق السياحي خلال البطولة، مع مردود يتجاوز الفترة (ديسمبر-يناير)، كما حدث في قطر 2022 أو بطولات أوروبية أخرى، حيث يمتد الأثر الإعلامي لشهور. مع إنفاق يومي متوسط 700 درهم للمشجع، يُقَدَّرُ العائد الإضافي بـ10-15 مليار درهم، مُعْزِزًا السياحة الشتوية والرياضية، ومُسْهِمًا في هدف 130 مليار درهم عائدات بنهاية 2025.

يُعَدُّ هذا الإنجاز تتويجًا لاستراتيجية "المغرب وجهة كروية"، التي بدأت بقطر 2022، وتُحَوِّلْ الرياضة إلى رافعة اقتصادية مستدامة.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة