إعلانات داخل شات جي بي تي: تسريب يكشف خطة أوبن إيه آي تُثِيرْ غضب المشتركين المدفوعين

أثارت أوبن إيه آي موجة من الجدل داخل قطاع التكنولوجيا بعد تسريبات تكشف عن اختبارات داخلية لإدخال الإعلانات المباشرة داخل تطبيق شات جي بي تي، في خطوة قد تُحَوِّلْ الذكاء الاصطناعي إلى مصدر إيرادات إعلانية هائلة تشبه نموذج غوغل، لكنها تُثِيرْ مخاوف كبيرة بشأن خصوصية المستخدمين الذين يشاركون بيانات شخصية حميمة في محادثات مستمرة.

وفقًا لتقرير نشرته "بيلبينغ كومبيوتر" في 29 نوفمبر 2025، اكتشفت النسخة التجريبية من تطبيق شات جي بي تي لأندرويد (إصدار 1.2025.329) رموزًا تشير إلى ميزة "إعلانات" تشمل "محتوى بازار" (bazaar content)، "إعلان بحث" (search ad)، و"دوران إعلانات البحث" (search ads carousel)، مما يُشِيرْ إلى تجربة داخلية لإدخال إعلانات مخصصة بناءً على سياق المحادثات، خاصة في استفسارات التسوق أو المنتجات، للتأثير على قرارات الشراء. هذه الميزة غير موجودة في الإصدارات السابقة، مما يؤكد أنها في مرحلة اختبار متقدمة، وقد تُطْبَقْ في 2026 كمصدر إيرادات ثالث بعد الاشتراكات (ChatGPT Plus/Pro) والتراخيص.

الخطة: إعلانات مخصصة تشبه غوغل.. لكن أكثر فعالية

تهدف أوبن إيه آي إلى محاكاة نموذج غوغل في البحث، حيث تظهر الإعلانات كـ"اقتراحات سياقية" داخل الردود، مثل بطاقات منتجات أو روابط تسوق مدعومة، بناءً على ذاكرة المحادثات التي تعرف تفاصيل شخصية عن المستخدمين (مثل الاهتمامات، السلوكيات، والاحتياجات). يرى الخبراء أن هذا النموذج سيكون أكثر فعالية من إعلانات غوغل، بسبب الطبيعة الحوارية لشات جي بي تي التي تُقْدِمْ اقتراحات "طبيعية" أثناء الدردشة، مما يزيد من معدلات التحويل بنسبة تصل إلى 30%، وفقًا لتقديرات داخلية مسربة.

مع 800 مليون مستخدم أسبوعيًا (زيادة من 100 مليون في نوفمبر 2023 إلى 300 مليون في أواخر 2024)، و18 مليار رسالة أسبوعيًا، و5-6 مليار زيارة شهريًا، يُقَدَّرْ أن الإعلانات قد تُولِدْ إيرادات تصل إلى 10-15 مليار دولار سنويًا بحلول 2027، مما يُعِيدْ رسم اقتصاد الإنترنت حيث يصبح الـAI مصدرًا رئيسيًا للإعلانات المخصصة، لكنها تُثِيرْ مخاوف من "التلاعب السلوكي" بناءً على بيانات المحادثات الحساسة.

مخاوف الخصوصية: AI يعرفك أكثر من أي شركة أخرى

أثار التسريب حفيظة الخبراء، الذين يرون أن شات جي بي تي يعرف تفاصيل شخصية عميقة عن المستخدمين (مثل الاهتمامات العاطفية، الصحية، والمالية) أكثر من فيسبوك أو غوغل، مما يجعل الإعلانات "غير مرئية" وأكثر إغراءً، لكنها تُعْرِضْ خصوصية المستخدمين للخطر. أشار تقرير "تيك كرانش" إلى شكاوى مستخدمين مدفوعين (Pro Plan بـ200 دولار شهريًا) رأوا اقتراحات تُشْبَهْ الإعلانات، مثل توصية بـ"Peloton" أو "Spotify"، رغم دفع المشتركين مقابل تجربة خالية من الإعلانات. ردّتْ أوبن إيه آي بأن هذه "اقتراحات تطبيقات" غير مدعومة ماليًا، لكنها في مرحلة تجربة، مع تأجيل الإعلانات مؤقتًا لتحسين الجودة، كما أعلن سَمْ ألتْمَانْ في مذكرة داخلية (ديسمبر 2025).

مع ارتفاع التكاليف الحوسبية (مليارات الدولارات سنويًا)، يُعَدُّ الإعلانات مصدر إيرادات حاسمًا، خاصة مع منافسة جوجل (Gemini) وأنثروبيك، لكنها تُثِيرْ مخاوف أخلاقية حول استخدام البيانات الشخصية للترويج، مما قد يُؤَدِّيْ إلى تنظيمات أوروبية أكثر صرامة (GDPR). التسريب ليس قرارًا نهائيًا، وقد يتغير، لكنه يُشِيرْ إلى تحول جذري في اقتصاد الـAI.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة