بين الطموح القاري وسوء التدبير: لماذا أخفق مكتب المطارات في امتحان “كان 2025”؟
بين الطموح القاري وسوء التدبير: لماذا أخفق مكتب المطارات في امتحان “كان 2025”؟
بين الخطاب الرسمي المليء بمصطلحات “الرقمنة” و“تسهيل المساطر”، وبين ما يعيشه القادمون إلى المغرب فعليًا داخل مطاراته، تتسع فجوة يصعب تجاهلها. ومع انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، كان يُفترض أن تشكّل مطارات المملكة واجهة مشرّفة لبلد اختار احتضان أكبر تظاهرة كروية في القارة، غير أن الواقع كشف، مرة أخرى، محدودية جاهزية المكتب الوطني للمطارات، وعجزه عن مواكبة حجم الرهان. بلاغ المكتب الأخير، الذي تحدّث عن تسريع رقمنة مسار المسافر بمطار محمد الخامس، بدا متأخرًا وارتجاليًا، أقرب إلى محاولة لاحتواء الانتقادات المتصاعدة، منه إلى ثمرة تخطيط استراتيجي استبق الحدث بسنوات. فالرقمنة، في منطق التدبير الحديث، لا تُقاس بعدد آلات التسجيل الذاتي أو بوضع لافتات تقنية، بل بمدى نجاعة المنظومة ككل، وقدرتها على تحسين تجربة المسافر منذ لحظة وصوله إلى أرض المطار إلى مغادرته في ظروف سلسة ومحترمة. الواقع أن أغلب مطارات المملكة لا تزال تعاني اختلالات بنيوية مزمنة، من طوابير طويلة وارتباك في التوجيه، إلى ضعف التواصل ونقص الموارد البشرية المؤهلة، وصولًا إلى بنية استقبال لا توازي طموح بلد يسوّق نفسه كقطب سياحي وريا…