يواجه المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم، حامل لقب كأس العالم 2022 بقطر، تهديدًا حقيقيًا قد يحرمه من المشاركة في نهائيات مونديال 2026، على خلفية فضيحة قضائية هزّت أركان اتحاد كرة القدم في البلاد.
وشهدت العاصمة بوينس آيرس، يوم الثلاثاء الماضي، مداهمة أمنية لمقر الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، في إطار تحقيقات قضائية تتعلق بشبهات غسل أموال وإثراء غير مشروع، يُشتبه في تورط رئيس الاتحاد كلاوديو تابيا فيها، إلى جانب استخدام شركات وواجهات صورية لإخفاء أصول مالية.
وتجاوزت تداعيات القضية الإطار الرياضي، لتتحول إلى ملف قضائي معقد تتابعه الجهات المختصة عن كثب، في وقت يراقب فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تطورات الوضع بحذر شديد، تفاديًا لأي تدخل سياسي محتمل قد يعرّض الأرجنتين لعقوبات قاسية، من بينها الإقصاء من كأس العالم 2026، وفق ما أوردته صحيفة “لا ناسيون” المحلية.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة “ماركا” الإسبانية إلى أن أجواء القلق والترقب تخيّم على المنتخب الأرجنتيني، مؤكدة أن المدرب ليونيل سكالوني بات مترددًا بشأن خوض مباراة “فيناليسيما” المرتقبة أمام منتخب إسبانيا، والمقرر إجراؤها نهاية مارس المقبل، في ظل المناخ المشحون الذي يحيط بالمشهد الكروي في البلاد.
وتندرج هذه التطورات ضمن تحقيق أوسع يقوده القاضي دانييل رافيكاس، الذي أمر بتنفيذ مداهمات إضافية في مجمّع سكني بمنطقة بيلار، للتحقيق في ملكية عقار فاخر مسجّل باسم شركة “ريال سنترال” ذات المسؤولية المحدودة، يُشتبه في أنها واجهة صورية مرتبطة بشخصين مقرّبين من تابيا، وهما لوتشيانو بانتانو وآنا لوسيا كونتي، اللذان فُرض عليهما حظر مغادرة البلاد إلى حين استكمال التحقيقات.
كما شملت التحقيقات أكثر من 15 ناديًا ومكاتب أخرى وسط العاصمة، في محاولة لتتبع مصادر الزيادة الكبيرة في ثروة رئيس الاتحاد ومحيطه، فيما يطال الملف أيضًا أمين خزينة الاتحاد بابلو توفيغينو، المتهم بمنح قروض للأندية بشروط مجحفة.
وتأتي هذه الأزمة في توقيت حساس، خاصة بعد أن أوقعت قرعة كأس العالم 2026، التي سُحبت في الخامس من ديسمبر الجاري بواشنطن، المنتخب الأرجنتيني في المجموعة العاشرة إلى جانب منتخبات الجزائر، النمسا والأردن، ما يزيد من تعقيد المشهد في حال تطورت القضية نحو عقوبات رياضية دولية.
