الصورة المتداولة تعود لشرطي عراقي عام 2008.. ووزارة الداخلية المغربية تنفي الادعاءات وتؤكد اعتماد طرق "أخلاقية ومستدامة"
كشفت وكالة "رويترز" للأنباء حقيقة صورة متداولة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ادعى ناشروها أنها توثق لما وصفوه بـ "مجزرة" ضد الكلاب في المغرب في سياق استعدادات المملكة لاحتضان كأس العالم لكرة القدم 2030. وأكدت الوكالة أن الادعاءات المرافقة للصورة "مضللة" وأنها لا تمت للمغرب بصلة.
الصورة عمرها 17 عاماً وتم التقاطها في العراق
قالت "رويترز" إن الصورة نُشرت على منصة "إكس" في 18 نونبر الماضي، وشوهدت ما يفوق 1.4 مليون مرة، وظهر فيها شخص يُصوب بندقية نحو كلب، مرفقة بتعليقات تزعم أن "الملك أمر بالقضاء على 3 ملايين كلب ضال قبل المونديال".
لكن مراجعة "رويترز" أثبتت أن الصورة قديمة وتعود لعام 2008 في العاصمة العراقية بغداد، وأنها مملوكة لوكالة "أسوشيتد برس". وقد التُقطت الصورة لرجل شرطة عراقي في حي المنصور خلال حملة للسيطرة على الكلاب الضالة آنذاك.
السلطات المغربية تنفي "الإعدام الجماعي"
أشارت "رويترز" إلى أن منظمات تعنى بحقوق الحيوان زعمت سابقاً أن أعداداً كبيرة من الكلاب تُقتل سنوياً في المغرب، وأن هذه العمليات ازدادت منذ إعلان المغرب مستضيفاً للمونديال، لكن الوكالة أكدت أن السلطات المغربية نفت هذه الادعاءات بشكل قاطع.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة الداخلية المغربية لـ "رويترز" أن السلطات تعتمد طرقاً "أخلاقية ومستدامة" في تدبير الكلاب الضالة، وفق المعايير الدولية لرفاهية الحيوان، مضيفة أن الحديث عن "حملة للقضاء على 3 ملايين كلب" هو "ادعاء لا أساس له إطلاقاً".
القانون المغربي و"الحملات الممنهجة"
كان وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت قد أكد في مداخلة بمجلس المستشارين (22 يوليوز 2025) أن جميع العمليات المتعلقة بتدبير ظاهرة الكلاب الضالة "تتم في إطار احترام مبدأ الرفق بالحيوان"، مع إشراك جمعيات حماية الحيوانات في جهود الإيواء والتعقيم، وفقاً للقانون رقم 19.25 الخاص بحماية الحيوانات الضالة.
كما شدد الوزير على أن المملكة تتعرض "لحملات إعلامية ممنهجة" تستهدف تشويه صورتها عبر ربط الملف بادعاءات "مجزرة" أو إعدام جماعي، معتبراً أن هذه الادعاءات مبنية على معطيات "مضللة" لا تعكس حجم الجهود والتدابير المتخذة فعلياً.
