مأساة على طريق بين أولاد عمران واليوسفية: انقلاب "بيكوب" يخلف 6 قتلى و15 جريحًا من عمال زراعيين..

أسفر انقلاب سيارة "بيكوب" صباح يوم الإثنين 8 ديسمبر 2025، على الطريق الرابط بين أولاد عمران واليوسفية بإقليم سيدي بنور، عن مصرع 6 أشخاص وإصابة 15 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في حادث مأساوي هزّ المنطقة وأثار غضبًا شعبيًا واسعًا بسبب تكرار حوادث السير على هذا الطريق الإقليمي المتهالك. الضحايا، جميعهم عمال زراعيون كانوا في طريقهم إلى ضيعة فلاحية قريبة، يُعَدُّونْ من أكثر الفئات هشاشة في المناطق الريفية، حيث يعتمدون على وسائل نقل غير آمنة لأسباب اقتصادية.

وفقًا لمصادر محلية وأمنية، وقع الحادث حوالي الساعة 7 صباحًا على مستوى دوار "ولا طوايرة" في جماعة بوحمام، إثر انقلاب مفاجئ للسيارة الخفيفة التي كانت تحمل 21 شخصًا، مما أدى إلى وفاة 6 منهم في عين المكان، بينما نُقِلَ الجرحى الـ15 إلى المستشفى الإقليمي في سيدي بنور لتلقي العلاجات الضرورية. أكدت مصادر طبية أن 8 من الجرحى في حالة حرجة، مع كسور وإصابات داخلية خطيرة، وأن العائلات المتضررة من المناطق المجاورة (أولاد عمران وبن جرير) ما زالت في حالة صدمة، مُطَالِبَةْ بتعويضات عاجلة وتحقيق شفاف.

سارعت فرق الإسعاف والوقاية المدنية، التابعة لجماعة أولاد عمران وقائد سرية سيدي بنور، إلى مكان الحادث، حيث جرى تأمين عملية النقل السريع للجرحى، بينما انتقلت عناصر الدرك الملكي والشرطة القضائية لتأمين الموقع وإغلاق الطريق مؤقتًا للتحقيق. فتحت السلطات تحقيقًا ميدانيًا فوريًا لتحديد الملابسات، مع التركيز على ما إذا كانت السرعة الزائدة، الحمولة الزائدة (السيارة كانت تحمل أكثر من سعة الـ7 أشخاص)، أو سوء حالة الطريق (حفر ومنعطفات حادة) من بين المسببات الرئيسية لهذه الفاجعة.

هذا الحادث ليس الأول من نوعه على هذا الطريق الإقليمي رقم 2327، الذي يُرْبِطْ بين اليوسفية وسيدي بنور، والذي يُعَانِيْ من تدهور شديد رغم أهميته كممر رئيسي للعمال الزراعيين في المنطقة الفلاحية الغنية. في أغسطس 2025، أسفر انقلاب سيارة مشابهة عن مصرع 5 أشخاص وإصابة 7 آخرين في نفس الدوار، بينما في أكتوبر 2024، قُتِلْ شخصان في تصادم عنيف على الطريق نفسه. أعربتْ جمعيات محلية عن غضبها، مُطَالِبَةْ بصيانة عاجلة للطريق وفرض قيود على وسائل النقل الزراعي غير الآمنة، مشيرةً إلى أن "هؤلاء العمال يدفعون الثمن بأرواحهم لإهمال السلطات".

في بيان للصحافة، أعربْ قائد سرية سيدي بنور عن تعازيه لعائلات الضحايا، مُؤَكِّدًاْ أن "التحقيق سيكشف الحقيقة"، ودعا السائقين إلى الالتزام بالسرعة والحمولة. كما أشارتْ المديرية الولائية للأمن الوطني إلى أن التحقيق سيُشْمَلْ فحص حالة السيارة والسائق، مع التركيز على "الوقاية من تكرار مثل هذه المآسي". هذا الحادث يُذَكِّرْ بأن حوادث السير في المغرب تُخَلِّفْ أكثر من 3,500 وفاة سنويًا، معظمها في الطرق الريفية، ويُعِيدْ طرح تساؤلات حول سلامة وسائل النقل الزراعي في المناطق النائية.

عائلات الضحايا، التي تُعَدُّ من أكثر الفئات فقرًا، تُطَالِبْ اليوم بتعويضات فورية وتحقيق مستقل، فيما يبقى الطريق مغلقًا جزئيًا للتحقيقات، مُذَكِّرًاْ بأن السلامة على الطرق ليست رفاهية، بل حق أساسي للعمال الذين يُغَذُّونْ البلاد.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة