دعت الصين شركاتها الوطنية إلى رفع حجم وارداتها من المنتجات الفلاحية والصناعية المغربية، وتعزيز استثماراتها داخل المملكة، وذلك على خلفية تسجيل المبادلات التجارية بين البلدين مستوى قياسيا غير مسبوق تجاوز 9 مليارات دولار خلال سنة 2024، وفق ما أعلنت عنه وزارة التجارة الصينية.
وجاء هذا التوجه خلال ندوة صحفية دورية عقدتها وزارة التجارة في بكين، عقب انعقاد الدورة السابعة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والمغرب، التي احتضنتها العاصمة الصينية في 16 دجنبر الجاري، بمشاركة مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى من البلدين.
ونقلت صحيفة The Paper الصينية أن هذه الدورة توجت بلقاء جمع وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو بوزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور، خُصص لتقييم حصيلة التعاون الاقتصادي الثنائي وبحث آفاق تطويره خلال المرحلة المقبلة.
وأكد المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، هي يادونغ، أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بكين والرباط شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا متسارعا، مشيرا إلى أن حجم المبادلات بلغ سنة 2024 ما مجموعه 9.04 مليارات دولار، وهو أعلى رقم يُسجل في تاريخ العلاقات التجارية بين البلدين.
وأوضح المسؤول الصيني أن هذا الأداء يعكس الدينامية الإيجابية التي تميز التعاون الثنائي، لافتا إلى أن الاستثمارات الصينية بالمغرب تعرف بدورها نموا تدريجيا، خاصة من خلال مشروع مدينة طنجة التكنولوجية “طنجة تيك”، الذي تم في إطاره توقيع اتفاقيات استقرار مع 40 شركة إلى حدود الآن.
وعلى مستوى البنية التحتية، أبرز المتحدث ذاته أن الشركات الصينية ساهمت، بشراكة مع الجانب المغربي، في إنجاز عدد من المشاريع الكبرى في قطاعات استراتيجية، من بينها الكهرباء والطاقات المتجددة والنقل، ما عزز القدرات الإنتاجية واللوجستية للمملكة.
وأشار هي يادونغ إلى أن الاجتماع الأخير بين وزيري التجارة والصناعة في البلدين خلص إلى توافق واضح بين مبادرة “الحزام والطريق” الصينية واستراتيجية التنمية المغربية، مبرزا أن تكامل البنيات الاقتصادية للبلدين يفتح آفاقا واسعة لتعزيز التعاون المستقبلي.
وفي هذا السياق، أعلنت الصين عزمها تشجيع شركاتها على استيراد مزيد من المنتجات المغربية ذات القدرة التنافسية، بهدف تحقيق توازن أكبر في الميزان التجاري، إلى جانب تحفيزها على توسيع استثماراتها بالمغرب، وتعميق اندماج سلاسل الإنتاج والتوريد بين الجانبين.
كما أكد المسؤول الصيني أن المرحلة المقبلة ستعرف تعزيز التنسيق بين الدوائر الحكومية والاقتصادية، وغرف التجارة والجمعيات المهنية، مع الدفع بتنفيذ “مبادرات الشراكة العشر” المنبثقة عن منتدى التعاون الصيني-الإفريقي داخل المغرب.
ومن جهته، دعا وزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزور، الصين إلى الانخراط كشريك استراتيجي في المشاريع الكبرى التي تعتزم المملكة إنجازها استعدادا لاستضافة كأس العالم 2030، بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وجاءت هذه الدعوة خلال أشغال الدورة السابعة للجنة المختلطة للتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني بين المغرب والصين، التي انعقدت ببكين برئاسة كل من مزور ونائب وزير التجارة الصيني تشانغ لي، حيث تم استعراض فرص الاستثمار المرتبطة بالأوراش المهيكلة، خاصة في مجالات البنيات التحتية، والابتكار، والرقمنة.
وفي ختام اللقاء، شدد الجانبان على التزامهما بمنح دفعة جديدة للشراكة المغربية–الصينية، وتحويل الحوار الاستراتيجي إلى مشاريع ملموسة تحقق المنفعة المتبادلة وتعزز توازن المبادلات التجارية بين البلدين.
