الركراكي يكشف مستجدات إصابة "الكابيتانو" سايس وحكيمي بعد افتتاحية "الكان"...

في ليلة افتتحت فيها المملكة المغربية غمار منافسات كأس أمم إفريقيا 2025 بانتصار ثمين، امتزجت مشاعر الفرحة بنقاط الفوز الثلاث مع حالة من القلق والترقب خيّمت على معسكر "أسود الأطلس"، إثر الإصابة التي ألمّت بقائد الدفاع غانم سايس والشكوك المستمرة حول جاهزية النجم أشرف حكيمي. وقد خرج الناخب الوطني وليد الركراكي، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المواجهة أمام منتخب جزر القمر، بتصريحات اتسمت بالواقعية والحذر، حيث أكد أن الحالة الصحية لسايس، الذي غادر رقعة الميدان في وقت مبكر جداً وتحديداً عند الدقيقة الثامنة عشرة، لم تُشخَّص بعد بشكل نهائي، مشيراً إلى أن اللاعب شعر بآلام حادة خلف الركبة، مما استدعى إخضاعه لفحوصات طبية دقيقة ستكشف خلال الساعات القادمة عما إذا كانت الإصابة عضلية أو تتعلق بأربطة الركبة. ولم يخفِ الركراكي تأثره بهذا الغياب المبكر، واصفاً إصابة "الكابيتانو" بأنها ضربة موجعة للمجموعة، خاصة وأنها تزامنت مع عدم استعادة أشرف حكيمي لكامل لياقته، مؤكداً في الوقت ذاته أن كأس إفريقيا مسابقة قاسية تتطلب نفساً طويلاً وقدرة عالية على تدبير الأزمات والغيابات الاضطرارية، ومعرباً عن أمله في أن تكون إصابة سايس طفيفة ليتمكن من العودة سريعاً، نظراً لما يمثله من ثقل وتجربة في الخطوط الخلفية، رغم ثقته في البدائل المتاحة كجواد الياميق وآدم ماسينا والشاب آيت بودلال.

وفيما يخص الملف الطبي لأشرف حكيمي، كان الركراكي واضحاً في فلسفته التي تقوم على مبدأ "النفس الطويل"، حيث أوضح أن استبعاد حكيمي من التشكيل الأساسي في مباراة الافتتاح كان قراراً مدروساً لتجنب أي مجازفة غير محسوبة، خاصة وأن اللاعب عاد ليداعب الكرة قبل الموعد المتوقع لتعافيه. وأكد الركراكي أن الهدف هو استعادة حكيمي ليكون حاضراً في الأدوار الحاسمة والنهائية وليس فقط لخوض دقائق معدودة في دور المجموعات، مشدداً على أن الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستكون هي الفيصل في اتخاذ القرار النهائي بشأن إمكانية إشراكه في المباراة القادمة ضد منتخب مالي، والتي تُعد اختباراً حقيقياً لقوة "الأسود".

وبالعودة إلى تفاصيل الموقعة الافتتاحية التي انتهت بثنائية نظيفة، حلل الركراكي الأداء الفني للمنتخب المغربي بنوع من المكاشفة، معترفاً بأن ضغط الأرض والجمهور والانتظارات الهائلة من "البلد المنظم" ألقت بظلالها على أداء اللاعبين، خاصة في الشوط الأول الذي طغى عليه التوتر، وتجلى ذلك في إضاعة ركلة جزاء والخروج الاضطراري لسايس. إلا أن الدهاء التكتيكي ظهر جلياً في الشوط الثاني، حيث توقع الطاقم التقني تراجع المردود البدني للاعبي جزر القمر بعد مجهودهم الكبير في الجولة الأولى، ليعطي الركراكي تعليماته برفع النسق وتسريع وتيرة اللعب، وهو ما أثمر عن فك شفرة الدفاع الحصين وتسجيل الهدف الأول، قبل أن يختتم أيوب الكعبي الليلة بهدف "هوليودي" عبر ضربة مقصية استثنائية ألهبت حماس المدرجات. وشدد الناخب الوطني على أن الفوز في البدايات هو الأهم لتحرير اللاعبين من الضغوط، مؤكداً أن الاستراتيجية المعتمدة هي "التدرج في الأداء"، حيث لا يطمح المنتخب للوصول إلى ذروة جاهزيته في المباراة الأولى، بل يهدف إلى الارتقاء بالمستوى تدريجياً مع تقدم مراحل المسابقة للوصول إلى "الفورمة" القصوى في الأدوار الإقصائية.

وفي ختام حديثه، لم يفت الركراكي التطرق إلى الجوانب التنظيمية الجديدة للكونفدرالية الإفريقية، معلقاً على قرار إقامة البطولة كل أربع سنوات بدلاً من سنتين، حيث رأى في هذا التغيير سلاحاً ذا حدين؛ فمن جهة، يمنح اللاعبين الأفارقة استقراراً أكبر في مسيرتهم مع الأندية الأوروبية ويخفف من حدة الصراعات مع إدارات تلك الأندية، ومن جهة أخرى، فإنه يجعل الإخفاق في البطولة "مكلفاً جداً" نظراً لطول فترة الانتظار حتى تتاح فرصة التعويض، مما يزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المنتخبات الكبرى في القارة السمراء.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة