شبح الإصابات يُطارد الأسود في كأس إفريقيا: سايس وأكرد وحكيمي وإيغامان تحت المراقبة.. والياميق وبودلال الخيارات الوحيدة في المحور

يجد وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، نفسه أمام اختبار حقيقي في مستهل مشوار “أسود الأطلس” بنهائيات كأس أمم إفريقيا “المغرب 2025”، بعدما بدأ شبح الإصابات يخيّم على التشكيلة، خصوصًا في الخط الدفاعي، مهددًا استقرار المجموعة في مرحلة حاسمة من دور المجموعات.

ورغم الانتصار المقنع في المباراة الافتتاحية أمام منتخب جزر القمر بهدفين دون رد، إلا أن المواجهة لم تمر دون كلفة، بعدما اضطر القائد رومان سايس إلى مغادرة أرضية الميدان في الدقيقة 60 متأثرًا بإصابة، ليُعوّضه جواد الياميق. في الوقت ذاته، يخضع نايف أكرد لفحوصات طبية دقيقة عقب شعوره بآلام مرتبطة بإصابة سابقة، ما يثير الشكوك حول مدى جاهزيته للمشاركة في المباراة المقبلة أمام مالي، المقررة يوم الجمعة 26 دجنبر بالرباط.

وقبل انطلاق البطولة، كان الطاقم التقني يتابع عن كثب الوضع الصحي لأشرف حكيمي، الذي غاب عن لقاء الافتتاح بسبب إصابة في الكاحل تعرض لها رفقة باريس سان جيرمان. ورغم عودته التدريجية إلى التدريبات بمركب محمد السادس بالمعمورة، إلا أن مشاركته الرسمية ما تزال رهينة بتطور حالته البدنية خلال الأيام المقبلة.

كما تضاف وضعية آدم ماسينا إلى قائمة الهواجس الدفاعية، في ظل قلة دقائق لعبه مع فريقه تورينو الإيطالي في الآونة الأخيرة، ما يطرح تساؤلات حول جاهزيته البدنية وقدرته على تقديم الإضافة المطلوبة في مركز الظهير الأيسر.

وعلى مستوى الخط الأمامي، ورغم الإصابة التي تعرض لها حمزة إيغامان في آخر ظهور له مع ليل الفرنسي، إلا أن الركراكي يبدو أقل قلقًا بفضل وفرة الخيارات الهجومية، في مقدمتها سفيان رحيمي، يوسف النصيري، وأيوب الكعبي، ما يمنح المدرب هامشًا مريحًا في هذا الخط.

في المقابل، يظل محور الدفاع الحلقة الأضعف حاليًا، حيث تنحصر الخيارات المتاحة في جواد الياميق وحمزة آيت بودلال، في انتظار ما ستُسفر عنه الفحوصات الطبية لكل من سايس وأكرد، إلى جانب استعادة باقي العناصر المصابة لعافيتها.

ويواصل المنتخب الوطني استعداداته لمواجهة مالي بحصص تدريبية يومية تركز على الجانبين البدني والتكتيكي، دون تسجيل إصابات جديدة، في وقت يتصدر فيه المغرب مجموعته برصيد ثلاث نقاط، متقدمًا على مالي وزامبيا بنقطة واحدة لكل منهما، فيما يتذيل منتخب جزر القمر الترتيب دون رصيد.

وتُعد مواجهة “نسور مالي” اختبارًا حاسمًا لـ”أسود الأطلس”، ليس فقط من أجل حسم التأهل المبكر، بل أيضًا لقياس قدرة المجموعة على التعامل مع الإكراهات البدنية والغيابات الاضطرارية، في بطولة لا تعترف إلا بالجاهزية الكاملة والاستمرارية.

ورغم صعوبة الظرف، يبقى الركراكي متشبثًا بثقته في المجموعة الحالية، وفي قدرة الجيل الجديد على تجاوز المحطات المعقدة، مع طموح واضح لمواصلة المشوار بثبات نحو اللقب القاري على أرض الوطن.

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة