عاشت مدينة برشلونة الإسبانية، بعدما اجتاحت أمطار غزيرة وغير مسبوقة ليلة أمس عدداً من أحيائها، محوّلة الشوارع الرئيسية إلى مسارات مائية جارفة، ومتسببة في حالة من الشلل المروري والارتباك العام في عاصمة إقليم كتالونيا.
وشهدت المدينة، مساء أمس، تساقطات مطرية كثيفة استمرت لساعات دون انقطاع، بفعل منخفض جوي قوي ضرب شمال شرق إسبانيا. هذا الوضع الاستثنائي أدى إلى غمر عدد من المحاور الطرقية والميادين الحيوية، حيث تعطلت حركة السير بشكل شبه كلي، وعلقت سيارات وحافلات وسط المياه، ما خلق اختناقات مرورية امتدت إلى ساعات الصباح الأولى.
وفي مواجهة هذه الأوضاع، أعلنت السلطات المحلية حالة الاستنفار، حيث انتشرت فرق الدفاع المدني والطوارئ في مختلف أحياء برشلونة، من أجل تصريف المياه، وتأمين الأنفاق، وفتح الطرق المغلقة. كما أطلقت السلطات تحذيرات عاجلة دعت فيها المواطنين إلى توخي الحذر، وتجنب التنقل غير الضروري، خصوصاً عبر الأنفاق والمناطق المنخفضة المعرضة لتجمع السيول.
وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي، خاصة “إكس” و”تيك توك” و”إنستغرام”، مقاطع فيديو وصوراً توثق حجم الأضرار، حيث ظهرت شوارع كاملة غارقة، ومركبات تكافح وسط المياه. ورغم عدم تسجيل خسائر بشرية، أكدت مصادر محلية تضرر عدد من المحال التجارية والمنازل الأرضية، مع تسرب المياه إلى داخلها، مخلفة خسائر مادية لا تزال قيد التقييم.
ورغم حالة القلق التي سادت المدينة، يرى خبراء ومواطنون أن هذه الأمطار، على شدتها، قد تحمل جانباً إيجابياً، في ظل أزمة الجفاف التي عرفها إقليم كتالونيا خلال الأشهر الماضية. إذ من المرتقب أن تسهم هذه التساقطات في تحسين منسوب السدود والمياه الجوفية، ولو بثمن موجة جوية قاسية أربكت الحياة اليومية لسكان برشلونة.
