أثار التحذير الذي أصدرته وزارة الخارجية البريطانية (FCDO) في 18 نوفمبر 2025، لمواطنيها بشأن مخاطر التسمم بالميثانول من المشروبات الكحولية المغشوشة في المغرب، ردود فعل حادة داخل الأوساط الحقوقية والاقتصادية، خاصة مع إدراج المملكة ضمن قائمة 11 دولة جديدة (بجانب بنغلاديش، الهند، إيران، الأردن، ليبيا، مالاوي، ماليزيا، نيبال، بابوا غينيا الجديدة، رواندا)، لتصبح القائمة الكلية 29 دولة، مدفوعة بـ"زيادة عالمية في الحالات المسجلة" للتسمم بالميثانول. دعت جمعية المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام إلى تحقيق شامل، مُؤَكِّدَةً أن إدراج المغرب يتطلب شفافية تامة انسجامًا مع الحق في الصحة والمعلومة، وأن أي مساس بصورة المغرب كوجهة آمنة يرتبط مباشرة بسلامة السلع في السوق، سواء القانونية أو غير المنظمة.
خلفية التحذير: زيادة عالمية في حالات التسمم بالميثانول
أضاف التحذير البريطاني المغرب إلى قائمة الدول ذات "الخطر العالي" للتسمم بالميثانول – مادة صناعية سامة تُستخدم في مضاد التجمد والمذيبات، وتُخْلَطْ مع الكحول غير الشرعي لخفض التكاليف، مما يسبب الشلل، العمى، أو الموت حتى بكميات صغيرة، وغير قابلة للكشف بالتذوق أو الشم. يُنْصَحْ بالالتزام بأماكن مرخصة، تجنب الكحول المحلي غير الشرعي أو العروض المجانية، وطلب مساعدة طبية فورية عند أعراض مثل الغثيان الشديد، اضطراب الرؤية، أو فقدان التوازن. لا يوجد دليل على حوادث محددة في المغرب، لكن التحذير يأتي مع زيادة عالمية، كما في الكويت (23 وفاة في 2025) وتركيا (قانون جديد لمراقبة الكاميرات في الأماكن المبيع).
رد المرصد الوطني: تحقيق شامل وتعزيز الرقابة
اعتبر المرصد أن الإدراج يُطَالِبْ بتعاطي شفاف، مرتبطًا بحق الصحة والمعلومة، وأن أي ضرر لصورة المغرب كوجهة سياحية آمنة يُهَدِّدْ الاستثمار والسياحة. دَعَاْ إلى:
- تحقيق يجمع الأسباب والمعطيات التي استندت إليها بريطانيا، مع نشر بيانات دورية عن الحالات المسجلة أو المحتملة.
- متابعة سلاسل الإنتاج والتوزيع والبيع لكشف الثغرات، وتفعيل المساءلة القانونية ضد الغش والترويج للمواد الخطرة، حتى في الشبكات المنظمة أو بواجهات قانونية.
- استئناف حملات المراقبة السابقة، التي حجزت كميات مغشوشة، وتوسيعها لتشمل الحانات، الملاهي، والمحلات الكبرى في المدن السياحية والمناطق الشبابية.
أكد المرصد أن السياسات الوقائية والشفافية ضرورية للحفاظ على الصحة العامة وسلامة الزوار، مُطَالِبًا بتعزيز الرقابة لتجنب أي تسريب منتجات مضرة.
