"ميتا" تمنح مستخدمي "إنستغرام" أدوات تحكم جديدة مدعومة بالذكاء اصطناعي للسيطرة على توصيات "رييلز"..

أعلنت شركة "ميتا"، المالكة لتطبيق "إنستغرام"، عن إطلاق خاصية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُدْعَىْ "خوارزميتك" (Your Algorithm)، والتي تتيح للمستخدمين عرض وتعديل الخوارزميات التي تشكل قسم الفيديوهات الموجزة "رييلز" الخاص بهم، مُمَكِّنَةْ إياهم من التحكم أكثر في المحتوى الذي يرونه. هذه الخطوة، التي جاءت كرد فعل على مطالب المستخدمين بمزيد من الشفافية، تُعَدُُّ تطورًا كبيرًا في عالم وسائل التواصل، حيث أصبحت الخوارزميات موضوع نقاش عام، وتُثِيرْ مخاوف بشأن خصوصية البيانات وتخصيص المحتوى.

كيف تعمل "خوارزميتك"؟

تعتمد الخاصية على الذكاء الاصطناعي لتحليل سجل المشاهدة والتفاعل (الإعجابات، المشاركات، الوقت المقضي)، لعرض قائمة مخصصة بالمواضيع التي يُخْمِنْ إنستغرام أن المستخدم مهتم بها، مثل "الرياضة"، "الموضة"، "السفر"، أو "الكوميديا". يمكن الوصول إليها عبر أيقونة جديدة في الزاوية اليمنى العلوية من شاشة "رييلز" (رمز يتكون من خطين مع قلوب)، حيث يُعْرَضْ ملخص لأبرز الاهتمامات، ويُتَاحْ للمستخدم:

  • تعديل التوصيات فورًا: إضافة مواضيع جديدة (مثل "الطبخ" أو "الفنون") أو إزالة غير مرغوبة (مثل "السياسة" أو "الإعلانات").
  • التخصيص اليومي: الخوارزمية تُحَدِّثْ نفسها في الوقت الفعلي بناءً على التغييرات، مما يجعل "رييلز" أكثر تطابقًا مع تفضيلات المستخدم.
  • مشاركة الخوارزمية: إمكانية مشاركة "قائمة الاهتمامات" مع الأصدقاء للحصول على توصيات مشتركة.

أكدْتْ "ميتا" في بيانها أن هذه الأداة "خطوة أولى نحو تجربة أكثر تحكمًا"، وسيتم توسيعها قريبًا إلى قسم "الاستكشاف" (Explore) وقسم الصفحة الرئيسية، مع خطط لدعم لغات أخرى غير الإنجليزية.

السياق: رد على انتقادات الخوارزميات ومنافسة تيك توك

أطلقت "ميتا" هذه الخاصية كرد فعل على انتقادات متزايدة لخوارزميات "إنستغرام"، التي تُثِيرْ مخاوف بشأن "غرف الصدى" (echo chambers) وتعزيز المحتوى الضار، خاصة بعد تقرير "ميتا" الداخلي في 2024 الذي كشف أن 30% من المستخدمين يشعرون بـ"فقدان السيطرة" على التوصيات. الخاصية تشبه أداة "إدارة المواضيع" (Manage Topics) في تيك توك، التي أُطْلِقَتْ في 2024، لكنها أكثر تخصيصًا، حيث تُعْطِيْ المستخدم رؤية مباشرة لقرارات الذكاء الاصطناعي وتسمح بتعديلها فورًا، مما يُحَسِّنْ تجربة "رييلز" – الذي يُشَهِدْ 2 مليار مشاهدة يوميًا عالميًا.

رئيس "إنستغرام" آدم موسيري، الذي أعلن الخاصية عبر ثريدز، أكدْ أنها "خطوة كبيرة نحو تجربة أكثر تحكمًا"، وسيتم توسيعها إلى "الاستكشاف" وقسم الصفحة الرئيسية قريبًا، مع خطط لدعم لغات أخرى غير الإنجليزية في 2026. الخاصية متاحة الآن في الولايات المتحدة، وسيتم طرحها عالميًا بالإنجليزية "قريبًا"، مع توسع للعربية والإسبانية في النصف الثاني من 2026.

التأثير على المستخدمين والعلامات التجارية

بالنسبة للمستخدمين، تُمَكِّنْ الخاصية من تجنب "غرف الصدى"، حيث يمكن إزالة مواضيع مثل "السياسة المتطرفة" أو "الإعلانات المتكررة"، مما يُحَسِّنْ الرفاهية النفسية بنسبة تصل إلى 25%، وفقًا لدراسات "ميتا" الداخلية. أما للعلامات التجارية، فقد يُعْزِزْ الاكتشاف، حيث يمكن للمستخدمين إضافة مواضيع مثل "الموضة" أو "التكنولوجيا" للحصول على محتوى مخصص، مما يزيد من معدلات التفاعل بنسبة 15-20%، كما يُقَدِّرْ خبراء التسويق.

في النهاية، تُمَثِّلْ "خوارزميتك" تحولًا في علاقة المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي، مُعْطِيَةْ إياهم "المفتاح" لمحتواهم، في وقت تُثِيرْ فيه الخوارزميات نقاشات حول الخصوصية والتأثير النفسي. مع توسعها قريبًا، يبقى السؤال: هل ستُحَسِّنْ التجربة، أم ستُضِيفْ طبقة جديدة من التعقيد؟

إرسال تعليق

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة